أكد خبير سعودي، متخصص في إدارة سلاسل الإمداد، لـ«الوطن»، تصاعد التهديدات الرقمية الموجهة إلى الأنظمة التشغيلية، مبينًا أن 70% من شركات لوجستية عالمية، تعرّضت لهجمات إلكترونية خلال العامين الماضيين، ما يجعل الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من الأمن الوطني للدول، ويدفع نحو بناء منظومات دفاعية مترابطة تشمل الموردين وشركاء الخدمات اللوجستية.
___________تصدر المشهد الإقليمي
أبان مدرب سلاسل الإمداد المهندس عمار العبود، أن التحول القادم في سلاسل الإمداد، يمثل فرصة إستراتيجية للمملكة لتصدّر المشهد الإقليمي والعالمي، موضحًا أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتنمية رأس المال البشري سيُسهم في تعزيز مكانة المملكة كمنصة لوجستية رائدة ومحور رئيس في تشكيل سلاسل الإمداد العالمية، وأن قطاع سلاسل الإمداد العالمي، يدخل مرحلة جديدة من التحول النوعي، تقودها التقنيات الذكية والابتكار المستدام، كاشفًا عن تصاعد غير مسبوق في دور الذكاء الاصطناعي، والتحليل التنبؤي في إدارة تدفق السلع والخدمات والمعلومات، حيث باتت القرارات التشغيلية تعتمد على الخوارزميات الذكية، التي تتنبأ بالطلب، وتعيد ضبط سلاسل الإمداد تلقائيًا، وفق التغيرات السوقية.
_________التوائم الرقمية
أضاف أنه برزت التوائم الرقمية، كأداة إستراتيجية لتحليل الأداء واختبار القرارات قبل التنفيذ، ما يسهم في رفع الكفاءة وخفض التكاليف التشغيلية، إذ تشير البيانات إلى أن الأتمتة الكاملة في سلاسل الإمداد يمكن أن تحقق وفورات تشغيلية تصل إلى 40%_ خلال خمس سنوات، خاصة في قطاعات التجزئة والتصنيع والتجارة الإلكترونية، مشيرًا إلى أن الاستدامة، أصبحت محورًا رئيسيًا في سلاسل الإمداد الحديثة، بعد أن تحولت من هدف بيئي إلى عنصر اقتصادي واجتماعي متكامل، فالشركات الرائدة باتت تدمج مبادئ الاقتصاد الدائري في التصميم والتصنيع والنقل، وتعمل على تقليل الانبعاثات وتعزيز كفاءة استخدام الموارد، في انسجام مع توجهات الحياد الكربوني العالمي، ومبادرات رؤية السعودية 2030 في بناء منظومة لوجستية خضراء ومستدامة.
___________المرونة المؤسسية
أضاف، أن المرونة المؤسسية، كعنصر حاسم في بقاء واستدامة المؤسسات، خاصة بعد الأزمات الجيوسياسية واضطرابات سلاسل الإمداد الطويلة، حيث تتجه الدول إلى تنويع مصادرها الإنتاجية وبناء شبكات إمداد إقليمية أكثر قدرة على التكيّف مع الاضطرابات، وفي جانب التحول التقني، أكد أن الرقمنة الشاملة، أصبحت العمود الفقري للقطاع، إذ لم تعد تقتصر على الأتمتة أو إدارة المستودعات، بل شملت اعتماد تقنيات بلوك تشين، وإنترنت الأشياء لتحقيق الشفافية والتتبع الكامل للسلع من المصدر إلى المستهلك.
_______الكفاءات الوطنية
أشار العبود، إلى أن تحول القوى العاملة، يمثل تحديًا محوريًا في المرحلة المقبلة، داعيًا إلى الاستثمار في تدريب الكفاءات الوطنية على مهارات البيانات والتحليل الذكي لتعزيز تنافسية سلاسل الإمداد السعودية، مؤكدًا أن المؤسسات التي خصصت 3% فقط من ميزانياتها السنوية للتدريب الرقمي رفعت إنتاجيتها التشغيلية بنسبة 22%، مع التحذير من فجوة متنامية في المهارات الرقمية، مشددًا على أن مستقبل الكفاءة اللوجستية يعتمد على الاستثمار في رأس المال البشري عبر برامج رفع الكفاءات، التي تجمع بين التقنية والتحليل والإبداع.