بينما يتصدر الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات عناوين الصحف، فإن السحر الحقيقي يكمن في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، إذ تُشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة في السعودية العمود الفقري لخطة التنويع الاقتصادي، ويطلق التمويل المُعتمد على الذكاء الاصطناعي العنان لإمكاناتها. وتستخدم منصات مثل Everbridge Capital وerad الذكاء الاصطناعي لتقليص مدة الموافقة على قروض الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى 48 ساعة، وفقًا لمنشور على LinkedIn. وقد ضخ برنامج كفالة بالفعل 13.98 مليار ريال في الشركات الصغيرة في الربع الثالث من عام 2024، كما ورد في نفس المنشور على LinkedIn.
3 محاور رئيسية
لم تعد السعودية مجرد قوة مؤثرة في سوق النفط، بل تتحول بسرعة إلى لاعب مؤثر في سباق الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية العالمي. ورؤية 2030 هي ركيزتها الأساسية، حيث تعمل المملكة على توظيف ثلاثة محاور رئيسية: البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وابتكار تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير مراكز البيانات فائقة السعة. هذه ليست رهانات معزولة، بل هي تروس متشابكة في آلية مصممة لتعزيز قيمة الاستثمار على المدى الطويل. دعونا نوضح لماذا تُعد هذه قصة جديرة بالمتابعة من قبل المستثمرين العالميين.
مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة
وتشير الأرقام إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة أسهمت بنسبة 20% من الناتج المحلي الإجمالي السعودي في عام 2023، وتهدف الحكومة إلى رفع هذه النسبة إلى 35% بحلول عام 2030.
ومع وجود فجوة تمويلية تبلغ 300 مليار دولار لا تزال بحاجة إلى سد، وفقًا لمنشور LinkedIn، فإن حلول الائتمان المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تسد فراغًا فحسب، بل إنها تُنشئ فئة أصول جديدة للمستثمرين.
مراكز البيانات فائقة السعة
يُشير تقرير صادر عن «أبحاث السوق السعودية» إلى أن منظومة مراكز البيانات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تبلغ تكلفتها 6 مليارات دولار، ومشروع «نيوم» التابع لشركة «داتا فولت» بقيمة 5 مليارات دولار، كما هو مُفصّل في تقرير «بيزنس واير»، إلى أن المملكة تُرسخ مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي. بحلول عام 2030، من المتوقع أن ينمو سوق مراكز البيانات من 2.75 مليار دولار إلى 6.5 مليارات دولار، كما ورد في مقال على «ياهو فاينانس»، مع تكاليف طاقة منخفضة تصل إلى 0.05 دولار للكيلوواط/ساعة، وفقًا لتقرير «بيزنس واير»، مما يجعلها نقطة جذب لمُزودي الخدمات السحابية الدوليين.
هذه المراكز ليست مجرد مراكز تخزين، بل هي أيضًا مراكز للسيادة. من خلال المنطقة الاقتصادية الخاصة للحوسبة السحابية (CCSEZ) ومنطقة قوقل السحابية السعودية، كما ورد في تقرير «الاقتصاد الجديد»، تضمن المملكة أن تكون بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي متطورة وآمنة. وهذا أمر بالغ الأهمية لجذب عمالقة التكنولوجيا العالميين والاحتفاظ بالكفاءات المحلية.
التأثير المركب
تُشغّل مراكز البيانات فائقة السعة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ما يُتيح بدوره تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير صادر عن «أبحاث السوق السعودية»، فإن مجمع هومين للذكاء الاصطناعي، الذي تبلغ طاقته 50 ميجاوات، والمدعوم بـ18.000 وحدة معالجة رسومية من إنفيديا، ليس مجرد معجزة تقنية، بل هو منصة للشركات الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُعزز الإنتاجية وقابلية التوسع. وبالمثل، يستثمر صندوق هومين فينتشرز، الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، وفقًا لتقرير صادر عن «أبحاث السوق السعودية»، في شركات ناشئة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يُحدث تأثيرًا إيجابيًا يُفيد المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
بوابة إستراتيجية
يُعدّ ازدهار الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية في السعودية نموذجًا يُحتذى به في تعظيم القيمة. بمواءمة رؤية 2030 مع الذكاء الاصطناعي والشركات الصغيرة والمتوسطة ومراكز البيانات، تُنشئ المملكة منظومةً اقتصاديةً ذاتية التعزيز يصعب تجاهلها. بالنسبة للمستثمرين العالميين، لا يقتصر الأمر على مواكبة التوجهات التكنولوجية، بل يتعلق بترسيخ مكانة راسخة.
الذكاء الاصطناعي وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة
- جزء من أهداف الحكومة لتعزيز التنوع الاقتصادي والقدرة التنافسية العالمية.
- 130 مليار دولار استثمارات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
- تسريع الموافقة على القروض إلى 48 ساعة.
- 11 مليار دولار مشاريع مراكز البيانات.
- المملكة مركز منخفض التكلفة للذكاء الاصطناعي.
- 6.5 مليارات دولار نمو السوق المتوقع بحلول عام 2030.