آخر الأخبار

مؤشرات التضخم تحدد مزاج المستثمرين في الأسواق السعودية

شارك
تستعد الأسواق السعودية لأسبوع اقتصادي عالمي مزدحم، يمتد من الاثنين 17 نوفمبر حتى السبت 22 نوفمبر 2025، وسط ترقّب المستثمرين تأثير البيانات الدولية على أسعار النفط وسوق الأسهم والسيولة المحلية.

ففي الوقت الذي تكشف فيه اليابان عن أداء ناتجها المحلي ربع السنوي، وتعلن كندا وبريطانيا ومنطقة اليورو مؤشرات التضخم السنوية، ستتجه الأنظار نحو قرار الصين بشأن سعر الفائدة الأساسي للقروض لخمس سنوات، بوصفه مؤشرا رئيسيا على اتجاهات النمو الآسيوي والطلب على الطاقة.

في المقابل، ستُختتم الأيام الأخيرة من الأسبوع بإعلانات أمريكية وأوروبية مهمة، من بينها مؤشرات مديري المشتريات، ومؤشر ميشيجان لتوقعات التضخم، التي ستشكل ملامح المزاج الاقتصادي العالمي حتى نهاية العام.


الاتجاه العام

تبدو الأسواق السعودية مقبلة على أسبوع متوازن الحذر، تميل فيه المؤشرات إلى التحرك ضمن نطاق محدود مع ترقّب عالمي لبيانات النمو والتضخم، فأي تحسن في مؤشرات الصين أو استقرار في أسعار النفط قد يمنح السوق دفعة إيجابية، بينما تبقى ضبابية قرارات الفائدة الأمريكية والأوروبية عاملا ضاغطا على المعنويات.

وبوجه عام، يُرجّح أن تحافظ السوق على نغمة استقرار مائلة للإيجابية، مدعومة بتفاؤل المستثمرين بنتائج الربع الرابع، واقتراب موسم توزيعات الأرباح.

الاثنين.. بداية حذرة

مع صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الياباني، يترقب المستثمرون مدى تعافي ثالث أكبر اقتصاد في العالم من تباطؤ الربع السابق.

وتشير التقديرات إلى نمو لا يتجاوز 0.4 % ربع سنويا، وهو ما يعكس استمرار التحديات في الطلب الداخلي والصادرات.

كما تصدر كندا بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI)، والمتوقع أن يسجل 2.8 % سنويا، مما يعزز احتمال إبقاء بنك كندا على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو عامل غير مباشر قد يؤثر على حركة الدولار وأسعار النفط، وبالتالي على الأداء العام للسوق السعودية.

الأربعاء.. تضخم أوروبي

تشهد بريطانيا ومنطقة اليورو صدور بيانات التضخم السنوي التي تعد من أبرز مؤشرات الأسبوع.

وتشير التوقعات إلى تراجع التضخم البريطاني إلى 3.1% مقابل 3.3 % سابقا، واستقرار تضخم منطقة اليورو عند 2.5 %، وهو ما قد يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى التريث في تعديل سياساته النقدية.

في المقابل، يُتوقّع أن تتراجع تصاريح البناء الأمريكية بنحو 1.2 %، ما يعكس استمرار الضغوط في قطاع الإسكان وسط معدلات فائدة مرتفعة.

هذه المؤشرات مجتمعة قد تُضعف شهية المخاطرة العالمية، وتؤثر مؤقتا على تداولات الأسهم السعودية.

الخميس.. القرار صيني

يعد قرار الصين بشأن سعر الفائدة الأساسي على القروض لخمس سنوات أبرز الأحداث المنتظرة خلال الأسبوع.

ويتوقع أن تقدِم بكين على خفض الفائدة من 3.95 إلى 3.85 %، لتحفيز قطاعي العقارات والصناعة، وهو ما قد يدعم أسعار النفط والبتروكيماويات ويمنح دفعة إيجابية لسوق الأسهم السعودية.

في الوقت نفسه، تصدر ألمانيا بيانات مؤشر أسعار المنتجين التي ستعكس مسار تكاليف الإنتاج الصناعي، بينما تنشر الولايات المتحدة بيانات مؤشر فيلادلفيا الصناعي ومبيعات المنازل القائمة، المتوقع أن تُظهر استمرار التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي.

الجمعة.. مؤشرات حاسمة

تُختتم بيانات الأسبوع بصدور مؤشرات مديري المشتريات الصناعي والخدمي في منطقة اليورو وبريطانيا، بالإضافة إلى مؤشر ميشيجان لتوقعات التضخم، ومؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي.

وتشير التوقعات إلى بقاء المؤشرات الأوروبية دون مستوى 50 نقطة، ما يعني انكماشا محدودا في النشاط الاقتصادي، بينما يُتوقّع ارتفاع مؤشر ميشيجان الأمريكي إلى 3.2 %، ما قد يقلّل من فرص خفض الفائدة الفيدرالية في المدى القريب.

وتُعد هذه المؤشرات مجتمعة عاملا حاسما في تحديد اتجاهات النفط والذهب، وبالتالي الأداء الأسبوعي للسوق السعودية.

تأثير متوقع

من المتوقع أن تتسم تداولات السوق السعودية خلال الأسبوع بالتذبذب المعتدل مع ميل طفيف للصعود، مدعومة ببيانات آسيوية إيجابية محتملة من الصين واليابان.

وقد يستفيد قطاع الطاقة والبتروكيماويات من أي ارتفاع في أسعار النفط، بينما يتوقع أن يبقى القطاع المصرفي في نطاق حذر بفعل ترقب السياسات النقدية العالمية.

وسيحافظ الريال السعودي على استقراره أمام الدولار، بينما تظل أسعار النفط والذهب المؤثر الأبرز في مزاج المستثمرين المحليين.

انعكاسات النفط

يرى محللون أن اتجاه أسعار النفط خلال الأسبوع سيكون العامل الأكثر تأثيرا في مسار المؤشر العام للسوق السعودية، إذ تمثل أسهم الطاقة أكثر من 15 % من القيمة السوقية لـ«تداول».

وفي حال خفّضت الصين الفائدة وحفّزت الطلب الصناعي، فقد يرتفع خام برنت إلى نحو 87 دولارا للبرميل، مما يدعم شركات الطاقة والبتروكيماويات، ويعزز المؤشر نحو 11.500 نقطة.

أما إذا جاءت بيانات النمو الياباني أو التضخم الأوروبي دون التوقعات، فقد يتراجع الطلب على النفط مؤقتاً، ما يدفع المتعاملين إلى جني الأرباح، والتمركز الدفاعي في قطاعات البنوك والرعاية الصحية والاتصالات.

توقعات «تداول»

يتوقّع أن يتحرك مؤشر السوق السعودية (تداول) بين 11.250 و11.450 نقطة خلال الأسبوع، مع دعم فني قوي من أسهم الطاقة والبنوك.

كما يُرجّح أن يعتمد الأداء على تحسن الطلب الآسيوي واستقرار أسعار النفط، بينما يواصل المستثمرون الأفراد انتهاج سياسة تداول انتقائية، تركز على القطاعات الدفاعية والرعاية الصحية.

مؤشرات الأسبوع:

اليابان: نمو الناتج المحلي المتوقع %0.4

كندا: تضخم سنوي %2.8

بريطانيا: تضخم %3.1

منطقة اليورو: تضخم %2.5

الصين: فائدة متوقعة %3.85

الولايات المتحدة: تراجع تصاريح البناء %1.2

منطقة اليورو: مديري المشتريات دون 50 نقطة

ميشيجان: توقعات التضخم %3.2 نصائح للمستثمر السعودي:

تنويع المحافظ بين الطاقة والمصارف، لتقليل المخاطر. مراقبة الريال أمام الدولار مع تحركات الذهب والنفط.

الوطن المصدر: الوطن
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا