سلطت ورقة بحثية حديثة صادرة عن شركة الاستشارات العقارية «نايت فرانك» الضوء على التأثير الإيجابي لإطلاق مترو الرياض على قيم المساكن في العاصمة السعودية، حيث شهدت بعض الفلل القريبة من المحطات زيادات بنسبة 78 % على أسعار 2023.
ويُمثل مترو الرياض، الذي نُفِّذَ من خلال إطلاقٍ غير مسبوقٍ وسريع، إنجازًا تحويليًا في استراتيجية النمو الاقتصادي لرؤية المملكة 2030. وقد حقق المشروع نجاحًا فوريًا، إذ نقلت الشبكة المكونة من 6 خطوط و85 محطة أكثر من 100 مليون مسافر في الأشهر التسعة الأولى من تشغيلها، ما يُظهر طلبًا قويًا على تحسين الربط.
18 % قريبون من المحطات
تُقدّر شركة «نايت فرانك» أن حوالي 1.5 مليون من سكان الرياض البالغ عددهم 8.3 ملايين يقيمون على بُعد 15 دقيقة سيرًا على الأقدام من محطة مترو، أي ما يعادل 18 % من سكان المدينة. ويُعدّ هذا رقمًا ملحوظًا لنظام حديث الإنشاء، حيث يستفيد ما يقرب من 1 من كل 5 من سكان الرياض مباشرةً من زيادة إمكانية الوصول منذ اليوم الأول. وبالمقارنة، يعيش حوالي 13 % من سكان دبي على بُعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من مترو دبي.
محطات ذات كثافة سكانية عالية
وتعد المحطات الثلاث التي تضم أعلى كثافة سكانية محيطة بها هي البطحاء والوزارات والمتحف الوطني في وسط الرياض، حيث يبلغ عدد سكان كل منها حوالي 50 ألف نسمة على بعد 15 دقيقة سيرا على الأقدام.
ولتقييم استجابة سوق العقارات لإطلاق المترو، حللت «نايت فرانك» أسعار الفلل في ثلاث مناطق ذات خصائص مختلفة: طويق، واليرموك، والملقا. في كل حالة، قورنت المنازل الواقعة على بُعد 15 دقيقة سيرًا على الأقدام من محطة المترو بتلك الواقعة على بُعد أبعد.
أهمية كبيرة للمترو
بالنسبة للسكان، يُترجم المترو إلى تنقلات أقصر، وربما خيارات سكنية أوسع؛ وبالنسبة للشركات، يُمكن أن يُعزز تنقل العمالة؛ وبالنسبة للمطورين، يفتح مسارات تطوير جديدة.
كما يدعم برنامج جودة الحياة لرؤية 2030، الذي يُشجع على بناء مجتمعات حضرية أكثر كثافةً واستخدامًا متعددًا واستدامةً، مع تخفيف الازدحام وتحقيق فوائد بيئية. من خلال تقريب السكان من المحطات وتحويل الرحلات من السيارات إلى القطارات، تشير التوقعات الحالية إلى أن المترو سيُلغى حوالي 250.000 رحلة بالسيارة، ويُوفر 400.000 لتر من الوقود يوميًا، ما يُعزز دوره في التنقل الحضري المستدام.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن خطط التوسع، بما في ذلك ممر الخط 7 بطول 65 كيلومترًا الذي يربط القدية، وحديقة الملك سلمان، وبوابة الدرعية، والمربع الجديد، ومطار الملك خالد الدولي، سوف تعمل على توسيع فوائد إمكانية الوصول والاستدامة هذه بشكل أكبر، وفتح مجالات جديدة للتطوير. نمو ملحوظ في أقل من 9 أشهر
في أغسطس 2025، احتفل مترو الرياض، الذي تديره الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بإنجازٍ تاريخي باستقباله الراكب رقم 100 مليون. وقد تحقق هذا الإنجاز المتميز في أقل من 9 أشهر منذ إطلاق الشبكة في أوائل ديسمبر 2024.
ويؤكد هذا النجاح السريع على فعالية أحد أكثر مشاريع النقل الحضري طموحًا في المنطقة، وهو ما يمثل حقبة تحولية للتنقل في العاصمة السعودية.
من بين خطوط شبكة مترو الرياض الستة، برز الخط الأزرق، الممتد على طول محور العليا-البطحاء، كأكثرها استخدامًا، حيث خدم حوالي 46.5 مليون راكب حتى الآن. يليه مباشرة الخط الأحمر، الممتد على طول طريق الملك عبدالله، والذي نقل 17 مليون راكب، بينما سجل الخط البرتقالي على طريق المدينة المنورة 12 مليون راكب. وقد خدمت الخطوط الثلاثة المتبقية مجتمعةً حوالي 24.5 مليون راكب منذ انطلاق النظام.
بالإضافة إلى أعداد الركاب الكبيرة، أثبت مترو الرياض موثوقيته العالية. فمنذ انطلاقه، حافظ على نسبة أداء متميزة في الوقت المحدد بلغت 99.78 %، مما يُبرز كفاءته التشغيلية والتزامه بمعايير الخدمة العالمية.
مترو الرياض والتأثير المباشر على أسعار الفلل (الربع الثاني 2023 - الربع الثاني 2025)
- 20 % ارتفاع الأسعار في حي الملقا للمنازل القريبة من المترو.
- 20 % ارتفاعٍ واضحٍ في طويق
- 10 % نموٍ في المناطق الأبعد
- 78 % قفزة في الأسعار في حي اليرموك
- 22 % نمو في المناطق الطرفية