في مشهد لافت يعكس تصاعد التضامن الشعبي مع غزة، شهدت مدينة برشلونة الإسبانية، السبت، تظاهرة ضخمة شارك فيها نحو 70 ألف شخص، وفق تقديرات الشرطة، مطالبين بوقف تجارة السلاح مع إسرائيل، ورفع الحصار المفروض على القطاع.
وسار المحتجون وسط المدينة حاملين لافتة حمراء ضخمة كُتب عليها: "أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين. أوقفوا تجارة السلاح مع إسرائيل"، ضمن سلسلة من التحركات المقررة في مدن إسبانية أخرى، أبرزها مدريد.
ورفعت المتظاهرة المتقاعدة مارتا كارانسا (65 عامًا) العلم الفلسطيني على ظهرها، وقالت لوكالة فرانس برس: "سياسة إسرائيل كانت خاطئة لأعوام طويلة، وعلينا أن ننزل إلى الشارع ضدها"، مضيفة أن المشاركة هذا اليوم تفوق تلك التي أعقبت اعتراض "أسطول الصمود العالمي".
وكان الأسطول، المؤلف من نحو 45 سفينة وقاربًا أبحر العديد منها من برشلونة، يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، لكنه تعرّض للاعتراض من البحرية الإسرائيلية، التي أوقفت مئات المشاركين، بينهم نحو 50 إسبانيًا، وفق ما أعلنه وزير الداخلية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس.
وأكّد جوردي باس، معلم في التعليم الأساسي، أن المشاركة الواسعة لم تكن مفاجئة، قائلًا: "الناس بدأوا يصحون... وهذا هو الأمل الوحيد المتبقي للفلسطينيين، أن يشعروا بأن العالم يتحرك لأجلهم".
وتأتي هذه التظاهرات على خلفية حرب غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023، والتي فجّرتها هجمات شنتها حركة حماس على إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، تصاعدت الاحتجاجات في إسبانيا، التي تُعد من أبرز الدول الأوروبية المنتقدة لسياسات إسرائيل في القطاع.
وفي سبتمبر الماضي، أُلغيت المرحلة الأخيرة من سباق "لا فويلتا" للدراجات الهوائية بعد احتجاج ضخم شارك فيه أكثر من 100 ألف شخص ضد مشاركة فريق إسرائيلي، كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى حظر مشاركة إسرائيل في الفعاليات الرياضية الدولية، على غرار ما جرى مع روسيا عقب غزوها أوكرانيا عام 2022.
وفي خطوة سياسية، أعلنت مدريد في سبتمبر أيضًا حظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك تزامنًا مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، التي بلغت حد إعلان المجاعة رسميًا من قِبل الأمم المتحدة في أغسطس الماضي.