آخر الأخبار

في يومها الوطني الـ95.. الدكتور أحمد بن محمد السالم: السعودية نموذج للأمن والتأثير العالمي

شارك

قال نائب وزير الداخلية سابقًا، وأمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب سابقًا، الدكتور أحمد بن محمد السالم: الحمد لله على ما منَّ الله به على هذه البلاد المباركة من نعم لا تُعد ولا تُحصى، منذ توحيد المملكة عام 1932م على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وفي مقدمتها نعمة الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان.

وقد أسس الملك عبدالعزيز قواعد صلبة وراسخة لدولة عصرية، لم تزعزعها الحروب والصراعات الإقليمية والدولية، ولم تهز كيانها ظواهر الإرهاب والإجرام والفساد. فكان همّ القيادة -وما يزال- توفير حياة معيشية كريمة وآمنة لأبناء الوطن. فحمل المؤسس على عاتقه أعباء تأمين احتياجات شعب يفتقر إلى الموارد، ويعاني من شظف العيش، ويضطر أحيانًا إلى الترحال والتنقل إلى الدول المجاورة بحثًا عن لقمة العيش ومصدر رزق.

فلم يَرُق لجلالة الملك واقع الحال، ولم يمضِ وقت طويل على توحيد المملكة حتى منح حق امتياز التنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية لشركة (ستاندرد أويل - SOCAL) الأمريكية، التي سُميت لاحقًا بأرامكو (الشركة العربية الأمريكية). وبعد سنوات من البحث والتنقيب، وبالتحديد في عام 1938م، اكتُشف النفط بكميات تجارية في الدمام. وجاء لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس فرانكلين روزفلت في فبراير عام 1945م ليؤكد دعم الشراكة السعودية الأمريكية في قطاع النفط، وتعزيز مساهمة أرامكو في الاقتصاد الوطني، وباتت هذه الشراكة نموذجًا ناجحًا لما يمكن أن تحققه الدول النامية من منافع في علاقتها مع الدول المتقدمة الكبرى.

وفي عام 1980م، امتلكت الحكومة شركة أرامكو بالكامل، واستمرت أسعار النفط وكميات إنتاجه وتصديره في تزايد. وتزامن مع ارتفاع الإيرادات النفطية، تشييد البنى التحتية وتحسن معدلات الدخل والتوظيف، وتحولت المملكة اليوم إلى أكبر كيان اقتصادي في الشرق الأوسط.

تعاقب أبناء المؤسس -رحمه الله- على قيادة هذه البلاد، يتسابقون في بناء هذا الوطن، وخدمة المواطن، وتلمس احتياجاته. وما كان لهذا المورد الثمين أن ينمو ويتطور وتعم مكاسبه وفوائده الوطن كله، لولا توفيق الله ثم القيادة الحكيمة لولاة الأمر وحنكتهم السياسية والدبلوماسية في تجنيب البلاد والعباد شر النزاعات والصراعات. فقد التزمت المملكة الحياد في الحرب العالمية الثانية، وتجاوزت تداعيات الحرب الباردة، وناصرت القضية الفلسطينية، وقدمت الدعم والمساندة لدول المواجهة في الحروب التي خاضتها مع العدو الإسرائيلي للأعوام (1948م، 1967م، 1973م).

بل استخدمت المملكة في حرب أكتوبر لعام 1973م النفط، الذي هو شريان العيش والحياة في البلاد، سلاحًا، بحظر تصديره لدول الغرب الداعمة لإسرائيل، مما ساعد على تسوية سلمية عبر الأمم المتحدة، وإيقاف الحرب، وحقن دماء إخواننا العرب.

ولم تكتفِ الدولة بحماية الوطن وأهله من المخاطر الإقليمية والدولية، بل أصبحت منارة إشعاع وسلام؛ فعلى الصعيد الإقليمي، أنهت المملكة الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت أكثر من خمسة عشر عامًا (1975 - 1990م)، باتفاق بين الأطراف المتنازعة في محافظة الطائف (اتفاق الطائف). وأعادت في فبراير 1991م، في تحالف مع دول عديدة، مظلة الأمن والسلام والاستقرار إلى منطقة الخليج العربي، بتحرير الكويت من الغزاة المعتدين.

وتجاوزت المملكة رياح الربيع العربي، الذي أطاح بعدد من قادة الدول العربية، وما تزال تلك الدول تعاني من الاضطرابات وتدهور الأوضاع المعيشية، والأزمات الاقتصادية والمالية. ولا يغيب عن البال ما تقوم به المملكة حاليًا من جهود مضنية لإحلال السلام في جمهورية السودان والجمهورية اليمنية.

ولم تكن المملكة موطن أمن وسلام إقليميًا فحسب، بل انتقلت إلى لعب دور ريادي في صنع الأمن والسلم العالميين. ومن ذلك، احتضانها لقمة السلام الأمريكية الروسية؛ لإنهاء الصراع الأوكراني الروسي، وتسوية الخلافات الأمريكية الروسية، ومهّد ذلك إلى لقاء الزعيمين (ترامب وبوتين) في ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 15/8/2025م. كما أن المملكة توسطت في تبادل الأسرى ما بين أوكرانيا وروسيا، الذين يحملون جنسيات متعددة، من بينها جنسيات أمريكية وبريطانية.

وإلى جانب حرص المملكة على نشر الأمن والسلام في أنحاء العالم، فإنها تقدم مساعدات للشعوب المحتاجة. فلقد تجاوزت المساعدات الأجنبية السعودية في المجال الإنساني والتنموي (141) مليار دولار أمريكي، استفاد منها ما يربو عن (415) مليون فرد في (173) دولة حول العالم. ويأتي في مقدمة الدول المستفيدة جمهورية اليمن، إذ اضطلع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بدور ريادي في هذا الشأن.

ولعل ما يؤكد أن المملكة منبع خير وعطاء للعالم أجمع، ما يقوم به العاملون الأجانب في المملكة من تحويلات مالية سنوية لأسرهم وعائلاتهم في الخارج، تجاوزت (170) مليار ريال عام 2024م، أي ما يعادل تقريبًا 15% من ميزانية الدولة للعام ذاته.

وختامًا، الشكر لله ثم لولاة الأمر على تلك النعم، حيث قال الله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، وبشكر النعم وتوظيفها في طاعة الله وأعمال الخير تدوم وتزدهر. وفي الوقت الذي نشاهد فيه دولًا مجاورة تعصف بها الحروب والصراعات، وأخرى في الغرب والشرق تئن تحت وطأة الركود الاقتصادي وتراجع المستوى المعيشي وجودة الحياة، نجد -ولله الحمد- بلادنا تسير بخطى ثابتة ورؤية اقتصادية واجتماعية واضحة وطموحة، في ظل أمن وارف، ونهضة اقتصادية لا مثيل لها.

ودعاؤنا لولاة الأمر بالعون والسداد وخير الجزاء والثواب، فلم يدخروا جهدًا في الوصول بنا إلى بر الأمان، والسعي ببلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات والميادين. ولا غرابة أن تعكف القيادة الرشيدة اليقظة على تعدد وسائل الدفاع عن هذا الوطن وحمايته من مفاجآت الأعداء والحاقدين، وما قامت به المملكة في 17/9/2025م من إبرام اتفاقية الدفاع المشترك مع جمهورية باكستان الإسلامية التي تمتلك سلاحًا نوويًا، لهو رد حقيقي وسريع لمن تسوّل له نفسه المساس بأمن هذه البلاد أو التعدي على ترابها الطاهر.

أسأل المولى عز وجل أن يديم على بلدنا نعمه ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي ولي عهده الأمين، والشعب السعودي الكريم من كل نازلة وبلاء. وكل عام وبلدنا وأهلنا في عز وسؤدد وأمن وسلام، وصدق القائل في محكم كتابه: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ..."

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا