آخر الأخبار

"ازدواجية تجاه إسرائيل".. "ترامب" يغضب من "نتنياهو" سرًا لكنه يمنحه حرية التصرف

شارك

في أروقة البيت الأبيض، يتصاعد التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة التي تجمع بينهما، فإن إحباط ترامب من نهج نتنياهو العسكري في قطاع غزة، يكشف عن انقسام عميق في الرؤى، ففي سبتمبر 2025، وبينما تسعى واشنطن لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يعرقل الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة هذه الجهود، فلماذا يمنح ترامب نتنياهو حرية التصرف رغم غضبه؟

التوتر الخفي

وإحباط ترامب من نتنياهو ليس جديدًا، فوفقًا لمصادر مقربة، أعرب الرئيس الأمريكي لمساعديه عن استيائه من تفضيل نتنياهو للحلول العسكرية على التفاوض، ويرى ترامب أن وقف إطلاق النار المتفاوض عليه هو السبيل الأمثل لإنهاء الصراع في غزة، بينما يتمسك نتنياهو باستخدام القوة لإجبار حماس على الاستسلام، وهذا التناقض في الاستراتيجيات يعكس رؤى متباينة حول إدارة الأزمات في المنطقة، مما يضع الولايات المتحدة في موقف دقيق، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".

وتصاعدت التوترات بعد هجوم إسرائيلي استهدف مفاوضي حماس في قطر، وهذه العملية، التي هددت بإفشال محادثات السلام الهشة، أثارت غضب ترامب، الذي رأى فيها تهديدًا مباشرًا لجهود الوساطة الأمريكية، ورغم ذلك، لم يترجم هذا الغضب إلى تغيير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، ويواصل ترامب منح نتنياهو مساحة واسعة للمناورة، مما يثير تساؤلات حول حدود تأثير الولايات المتحدة على إسرائيل.

الحلول الدبلوماسية

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال لقائه الأخير مع نتنياهو، التزام واشنطن بدعم إسرائيل، وحدد روبيو أهداف الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة، مشددًا على ضرورة الدفع نحو حلول دبلوماسية، لكن هذا الدعم المستمر يتناقض مع إحباط ترامب الشخصي، مما يكشف عن ازدواجية في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، وهذا التناقض يعقّد المشهد السياسي ويزيد من تعقيدات الصراع في غزة.

وإطالة أمد الحرب في غزة ليست مجرد أزمة إنسانية، بل تهديد لاستقرار الشرق الأوسط، ونهج نتنياهو العسكري، المدعوم بحرية التصرف من ترامب، يعزز التوترات الإقليمية ويضعف فرص التوصل إلى سلام دائم، وفي المقابل، يبدو أن استراتيجية ترامب، التي تركز على التفاوض، تفتقر إلى القوة الكافية لتغيير مسار الأحداث، وهذا الوضع يعكس تحديات أعمق في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، حيث تتصادم الرغبة في الحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع الحاجة إلى استقرار إقليمي.

فهل سيصل إحباط ترامب من نتنياهو إلى نقطة تدفعه لتغيير نهجه تجاه إسرائيل؟ أم أن التحالف الاستراتيجي بين البلدين سيظل يتغلب على الخلافات الشخصية؟ مع استمرار الحرب في غزة، يتزايد الضغط على ترامب لاتخاذ موقف أكثر حسمًا، قد يعيد تشكيل ديناميكيات الصراع ومستقبل المنطقة.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا