آخر الأخبار

"تدهور مصداقية ترامب".. هل تكشف هجمات قطر وبولندا عن تراجع النفوذ الأميركي؟

شارك

في لحظة حرجة للسياسة الخارجية الأمريكية، يواجه الرئيس دونالد ترامب اختبارًا جديدًا لمصداقيته الدولية، فضربة إسرائيلية على حي سكني في قطر أودت بحياة خمسة من أعضاء حركة حماس، وانتهاك روسي للمجال الجوي البولندي، كشفا عن هشاشة النفوذ الأمريكي، وهذه الأحداث، التي وقعت أمس واليوم (الأربعاء)، تثير تساؤلات حول قدرة ترامب على تحقيق وعوده كصانع سلام عالمي، في وقت يسعى فيه لإنهاء نزاعات غزة وأوكرانيا، وسط تحديات من حلفاء وخصوم على حد سواء.

هجوم قطر

فضربة إسرائيل في الدوحة، التي استهدفت أعضاء حماس دون التشاور مع الولايات المتحدة، أثارت غضب مسؤولي البيت الأبيض، والرئيس ترامب، الذي أكد أن القرار لم يكن له يد فيه، سارع لإخطار قطر فور علمه بالعملية، لكن هذا التصرف لم يمنع الإحراج، خصوصًا أن قطر، الحليف الاستراتيجي الذي يستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، كانت تتوسط بطلب من واشنطن في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة. الضربة، التي وصفها رئيس وزراء قطر بـإرهاب الدولة، هددت بانهيار الجهود الدبلوماسية، وألقت بظلال الشك على قدرة ترامب على ضمان التزام إسرائيل بخطط السلام الأمريكية، وفقًا لشبكة "سي إن إن".

ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن العملية "مستقلة تمامًا"، يبدو أنه يعطي الأولوية للقضاء على حماس على حساب عودة الرهائن أو التنسيق مع الحلفاء، وهذا التصرف، الذي تجاهل المصالح الأمريكية الحيوية، يعكس استراتيجية نتنياهو لإطالة الصراع، ربما لتأخير التحقيقات في إخفاقات أمنية سابقة، والضربة، التي نفذت بعد لقاء مستشاره رون ديرمر بمبعوث ترامب ستيف ويتكوف دون الإفصاح عن العملية، أثارت استياءً في واشنطن، وكشفت عن فجوة في الثقة بين الحليفين.

انتهاك بولندا

وفي الوقت ذاته، أسقطت بولندا طائرات روسية دون طيار انتهكت مجالها الجوي خلال هجوم على أوكرانيا المجاورة، والأمين العام لحلف الناتو مارك روتي وصف الانتهاك بـالمتهور، مؤكدًا التزام الحلف بالدفاع عن أراضيه، وهذا الحادث، الذي جاء بعد قمة ترامب وبوتين في ألاسكا، يعزز الانطباع بأن الرئيس الروسي يتحدى علنًا نفوذ ترامب، مما يضعف صورته كقائد عالمي قادر على فرض الانضباط على القوى الدولية.

وترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير 2025 بوعود بإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا، يجد نفسه أمام نزاعات أكثر دموية بعد ثمانية أشهر، وتحدي بوتين، إلى جانب تمرد قادة مثل شي جين بينغ وناريندرا مودي، يكشف عن حدود نفوذه، وهذه الأحداث تهدد طموحه لترك إرث كصانع سلام، وتجعل آمال توسيع اتفاقيات أبراهام بعيدة المنال، مما يقلل من فرص تحقيق جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها.

تداعيات استراتيجية

والضربات في قطر وانتهاك بولندا تعمقان أزمة الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها، فقطر، التي رحبت بترامب بحفاوة في زيارته الأخيرة، قد تعيد النظر في دورها كوسيط دبلوماسي، خصوصًا بعد فشل قاعدة العديد الجوية في منع الضربة الإسرائيلية، وهذه التطورات تضع ترامب في موقف حرج، حيث يُنظر إليه كقائد يفتقر إلى النفوذ على حلفاء مثل إسرائيل أو خصوم مثل روسيا.

ومع تصاعد التوترات، تتضاءل احتمالات التوصل إلى تسوية في غزة، مما يهدد مصير الرهائن الإسرائيليين ويزيد من معاناة الفلسطينيين، فهل يمكن لترامب استعادة مصداقيته وإنقاذ خططه للسلام، أم أن صورته كقائد قوي ستظل عرضة للاهتزاز أمام تحديات القوى الدولية؟

سبق المصدر: سبق
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل حماس نتنياهو

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا