أبرزت دارة الملك عبدالعزيز وثيقة تاريخية نادرة تعود إلى 25 شوال 1344هـ، تكشف جانبًا من أسلوب التواصل القيادي الذي انتهجه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله– مع رجالات الدولة في بدايات التأسيس، وتُبرز اهتمامه العميق بالأوضاع الداخلية للبلاد وروح المودة التي كانت تسود علاقاته مع مواطنيه.
وتتضمن الوثيقة برقية بعث بها الملك عبدالعزيز إلى عبدالوهاب أبو ملحة –أحد رجالات الدولة آنذاك– عبّر فيها عن سروره بوصول رسالته وسؤاله عن حاله، مطمئنًا إياه على أوضاعه، وداعيًا له بالخير والسرور، وموجهًا بإبلاغ السلام إلى أبنائه، مع تحيات الإخوان والأبناء من جانبه –رحمه الله–، ما يعكس عمق العلاقات الاجتماعية والروابط الإنسانية التي حرص على ترسيخها في تعاملاته مع الأفراد.
كما عبّر الملك عبدالعزيز في البرقية عن امتنانه لما تنعم به البلاد من رخاء في الأسعار وكثرة في الأمطار، مبتهلًا إلى الله بأن يَعمّ الخير سائر أرجاء بلاد المسلمين، ومؤكدًا على أهمية الدعاء المتبادل والتواصل في تلك المرحلة الحساسة من بناء الدولة.
وتُعد هذه الوثيقة شاهدًا مهمًا على طبيعة القيادة الحكيمة للملك عبدالعزيز، وحرصه على الاطمئنان على رجالات الدولة ومواطنيه، كما تسلط الضوء على الأجواء العامة التي كانت تسود المملكة آنذاك من رخاء واستقرار وأمن، وهو ما شكّل ملامح المرحلة التأسيسية للدولة السعودية الحديثة.