أكد الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، خبير الاتصال المؤسسي والتميّز والابتكار، أن تزامن ثلاث مناسبات رئيسية هذا الأسبوع، وهي بداية العام الهجري 1447هـ، ومراسم تبديل كسوة الكعبة المشرفة، ونهاية العام الدراسي وبداية الإجازة الصيفية، يشكل فرصة استراتيجية لإعادة صياغة الخطاب الاتصالي داخل المؤسسات، وتوسيعه ليعكس رسائل تنموية متكاملة ترتبط بالقيم والهوية المجتمعية.
وأوضح أن هذا التوقيت يحمل دلالات تتجاوز كونه مجرد تقاطع زمني، حيث يمثل لحظة تحول وإعادة تأسيس، داعيًا مسؤولي الاتصال إلى تجديد أدواتهم الخطابية، وتجاوز الطابع التقريري نحو خطاب بنائي استشرافي. وأشار إلى أن نظرية الإطار الإعلامي تؤكد أن قوة الحدث تكمن في زاوية تقديمه وترتيب عناصره، لا في وقوعه فقط.
وأشار الفريجي إلى أن الهجرة النبوية شكّلت تحوّلًا استراتيجيًا في مضمون الرسالة، واتجاه الخطاب، وطبيعة الجمهور المستهدف، ما يجعلها لحظة فارقة في التاريخ الإسلامي، باعتبارها رمزًا لإعادة بناء القيم وتثبيت الهوية.
وفي السياق ذاته، لفت إلى أن مراسم تغيير كسوة الكعبة تمثل تجربة اتصال بصري عالية الرمزية، تجمع بين التعظيم الروحي والاحتراف المؤسسي، وتعكس قدرة المملكة على إدارة رموزها الدينية برؤية تواصلية تبني الثقة وتؤسس للهيبة.
وفيما يتعلق بالإجازة الصيفية، أكد الفريجي أنها تمثل فرصة نادرة لإعادة تعبئة المحتوى الاتصالي بمضامين تربوية ومعرفية تغذي الابتكار وتدعم التفكير النقدي، مطالبًا المؤسسات التعليمية بطرح رسائل تتجاوز الترفيه إلى التمكين الذهني.
وختم بتأكيده أن تلاقي هذه المحطات الثلاث يحمل رسالة واحدة، مفادها أن الاتصال الفعّال يُبنى على تأطير واعٍ للرموز، وربط دقيق بين الماضي والحاضر والمستقبل، مشددًا على أن المؤسسات الرشيدة هي التي ترى في كل مناسبة فرصة للتميز، وتحوّل الاتصال من أداة إعلامية إلى ممارسة تنموية تصنع الثقة وترسم التأثير.