آخر الأخبار

مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا تدور في حلقة مفرغة.. هل تضبط العقوبات الأمريكية مسارها؟

شارك

تواجه أوكرانيا في هذه الأيام مفترق طرق حاسماً، حيث تتأرجح بين ضغوطٍ متزايدة من الولايات المتحدة وروسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفي الوقت الذي تترقب فيه الساحة الدولية جولة جديدة من محادثات السلام المزمع عقدها في إسطنبول الاثنين المقبل، تعلن كييف بوضوح أنها لن تحضر أي لقاء دون تسلُّم مقترحات روسية واضحة ومحدّدة، وظهر هذا التوتر في الوقت الذي يصعّد فيه الكونغرس الأمريكي، ممثلاً بالسناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام؛ لهجته التحذيرية لموسكو، مؤكداً أن عقوبات أمريكية جديدة وقاسية في طريقها لضرب الاقتصاد الروسي.

وتتشابك هذه التطورات في مشهدٍ سياسي معقّد، بينما يحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطرفَيْن على التوصل إلى حل سلمي لحرب مستمرة منذ ثلاث سنوات، ويصف كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالعنيدين.

سلام معلق

تصر أوكرانيا على أن أي اجتماعٍ قادم يجب أن يكون ذا مغزى، وأن يتضمن جدول أعمال واضحاً ومفاوضات مُعدّة بشكلٍ صحيح، ويشير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ في تصريحات له، إلى أن روسيا "تفعل كل ما بوسعها لضمان عدم تحقيق أي نتائج للاجتماع المحتمل المُقبل"، مستشهدًا بعدم وجود وثيقة رسمية تحدّد المقترحات الروسية، وأعقبت هذه التصريحات الجولة الأولى من المحادثات التي عُقدت في إسطنبول بتاريخ 16 مايو، التي لم تُسفر عن كثيرٍ سوى اتفاقٍ مبدئي لتبادل الأسرى، وفقًا لـ"رويترز".

وناقش زيلينسكي؛ والرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ هاتفياً، الشروط التي بموجبها ستشارك أوكرانيا في اجتماع الإثنين الذي اقترحته روسيا، وأكد زيلينسكي؛ ضرورة وقف إطلاق النار أولاً للمُضي قدمًا نحو السلام، مشددًا على أن "قتل الناس يجب أن يتوقف"، كما أشار إلى أن كلا الطرفين يتفقان على أن "هذا الاجتماع لا يمكن ولا يجب أن يكون فارغًا"، ولم يلتزم زيلينسكي بحضور أوكرانيا الاجتماع، لكنه تطرق إلى إمكانية تنظيم اجتماع رباعي يضم قادة أوكرانيا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة، وهو ما أيده أردوغان؛ مؤكدًا أهمية إرسال وفود قوية.

ضغوط أمريكية

وفي واشنطن، يضغط بعض الجمهوريين في الكونغرس ومستشارو البيت الأبيض على دونالد ترامب لفرض عقوبات جديدة على روسيا، وصرح السناتور الجمهوري المؤثر ليندسي غراهام، خلال زيارة إلى كييف، بأن مجلس الشيوخ الأمريكي بقيادة الجمهوريين من المتوقع أن يمضي قدمًا في مشروع قانون بشأن العقوبات ضد روسيا الأسبوع المقبل، وبعد اجتماعه مع زيلينسكي، أشار غراهام إلى أنه تحدث مع ترامب قبل رحلته، وأن الرئيس الأمريكي يتوقع الآن "إجراءات ملموسة" من موسكو.

واتهم غراهام، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمحاولة المماطلة في عملية السلام، معبرًا عن شكه في أن اجتماع إسطنبول سيصل إلى أكثر من "خدعة روسية"، وحذّر غراهام قائلاً: "اللعبة التي كان بوتين يلعبها على وشك أن تتغير. سيتم ضربه، وبقوة من قِبل الولايات المتحدة، عندما يتعلق الأمر بالعقوبات"، على الجانب الآخر، وصف ترامب كلا من بوتين وزيلينسكي بالعنيدين، وعبّر عن خيبة أمله من القصف الروسي في أوكرانيا، بينما كان يحاول ترتيب وقف إطلاق النار، لكنه لم يذكر العقوبات.

توقعات متواضعة

تتسم التوقعات للمحادثات بالتواضع نظرًا للتباين الكبير في مواقف الطرفين، وعدم بدء العمل الجاد على تضييق الفجوة بعد، ومع ذلك، يسعى كل من كييف وموسكو إلى إظهار دعمهما لجهود السلام التي يبذلها ترامب، فكييف تتطلع إلى مزيدٍ من المساعدات العسكرية الأمريكية، بينما تأمل موسكو في أن يخفف ترامب العقوبات الاقتصادية الحالية عليها.

وصرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، للصحفيين في كييف، بأن الخطوة التالية بعد محادثات إسطنبول ستكون محاولة استضافة اجتماعٍ بين ترامب وبوتين وزيلينسكي، وأكّد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبها، أن كييف بحاجة إلى رؤية المقترحات الروسية مسبقاً لكي تكون المحادثات "موضوعية وذات مغزى"، دون تحديد ما ستفعله كييف إذا لم تتلقَ الوثيقة الروسية أو موعدًا نهائيًا لتلقيها، كما أكّد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، لمجلس الأمن، أمس، أن موسكو مستعدة للنظر في وقف إطلاق النار بشرط أن تتوقف الدول الغربية عن تسليح أوكرانيا، وأن توقف كييف حشد القوات، فإلى أي مدى ستحدّد هذه المطالب المعقدة مصير محادثات السلام المُقبلة؟

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا