لم أتوقع أن تكون مسرحية من نصف قرن هي الجسر الذي يعيد لمّ شمل عائلة تفرقت بسبب العادات الرقمية.
كل منا كان غارقًا في عالمه الخاص شاشته، لكن مع بداية العرض، بدأت السهرة تأخذ منحى مختلفًا، إذ ارتفعت ضحكاتنا بشكل تلقائي، ليجد كل واحد منا نفسه في لحظة استرجاع للذكريات، تبادلنا فيها القصص والآراء التي أثارتها المواقف الكوميدية في المسرحية.
لقد أيقظت "العدوى العاطفية" تواصلًا حقيقيًا كان قد ركد في القمقم الرقمي، فاجتمعنا من جديد حول شاشة التلفاز في غرفة المعيشة، بدلًا من أن نكون مشتتين في شاشاتنا المنفردة.
دفعني هذا المشهد لطرح بعض الأسئلة: في عالمنا الرقمي اليوم، هل أصبح التواصل الأسري مجرد تفاعل على الشاشات التي تباعد بيننا، أم يمكننا استغلال منصات الترفيه لنبني جسورًا جديدة من التقارب بدلًا من العزلة؟ كيف يمكن للآباء أن يعمقوا علاقتهم بأبنائهم من خلال الثقافة والترفيه؟ وفي عالم تهيمن عليه منصات البث، كيف يمكن استثمار هذه الأدوات لتعزيز الروابط الأسرية وإعادة بناء تواصل حقيقي بين الأجيال.
ما هي الوسائل التربوية الفعّالة في هذا العصر الرقمي؟ وكيف يمكن استغلال الترفيه كأداة لتعزيز القيم الأسرية؟ وكيف يمكن للعائلات أن تحافظ على تواصل حقيقي في هذا العالم الرقمي المتسارع؟
في الجلسة النقاشية التي تنظمها صحيفة سبق ومركز سرد الثقافي بالتعاون مع نتفليكس في 22 أبريل 2025، ستُناقش هذه الأسئلة وأكثر، حيث ستجمع نخبة من الخبراء والأشخاص المؤثرة لبحث سبل استخدام الترفيه لتعزيز التواصل العائلي وتقوية الروابط بين الأجيال.