( CNN )-- نعى العديد من قادة دول العالم، بابا الفاتيكان فرنسيس الذي توفي، الاثنين، وعبروا عن حزنهم لفقدانه، مشيدين بفترة بابويته وبدوره في الدفاع عن المهمشين والضعفاء وإيمانه بالحوار بين الأديان ودعوته للسلام.
ونعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البابا فرنسيس، الذي توفي في يوم اثنين الفصح.
وقال ماكرون في بيان: "من بوينس آيرس إلى روما، أراد البابا فرنسيس أن تجلب الكنيسة الفرح والأمل لأشد الناس فقرا، وأن توحد الناس مع بعضهم البعض ومع الطبيعة. فليُبعث هذا الأمل بلا انقطاع بعده".
وأضاف ماكرون: "إلى جميع الكاثوليك، وإلى العالم الحزين، أبعث أنا وزوجتي أفكارنا".
وشارك البيت الأبيض منشورا تذكاريا للبابا فرنسيس الراحل، كتب فيه "ارقد بسلام" إلى جانب صور للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس وهما يلتقيان بالبابا.
والتقى ترامب خلال ولايته الأولى بفرنسيس في الفاتيكان عام 2017، بينما التقى فانس بفرنسيس لفترة وجيزة، الأحد، قبل يوم واحد فقط من وفاته.
وقال جيه دي فانس، الذي التقى البابا فرنسيس قبل ساعات من وفاته، إنه "سعيد برؤية" البابا في يوم أحد الفصح، "رغم أنه كان مريضا للغاية".
وأضاف فانس، الاثنين، في منشور على منصة "إكس": "علمت للتو بوفاة البابا فرنسيس. قلبي مع ملايين المسيحيين حول العالم الذين أحبوه".
وأضاف فانس: "كنت سعيدا برؤيته أمس، رغم أنه بدا مريضا للغاية. لكنني سأتذكره دائما بسبب عظته التي ألقاها في الأيام الأولى لجائحة كوفيد. لقد كانت عظة جميلة بالفعل".
وأجرى البابا فرنسيس لقاء خاصا مع فانس وهو كاثوليكي متدين، الأحد. وقبل ذلك بيوم، انتقد فرانسيس سياسة إدارة ترامب بشأن الهجرة.
وأشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بالبابا فرنسيس في رسالة وجهها إلى الكاردينال كيفن جوزيف فاريل، كبير كرادلة الفاتيكان.
وعبّر بوتين في رسالة نشرها الكرملين، الاثنين، عن "خالص تعازيه" وأشاد بالبابا، ووصفه بأنه "خادم مخلص للعقيدة المسيحية، ورجل دين ورجل دولة حكيم، ومدافع دؤوب عن القيم السامية للإنسانية والعدالة".
كما أشار بوتين إلى دور فرنسيس في تعزيز الحوار بين الكنيستين الروسية الأرثوذكسية والكاثوليكية، وفي توطيد العلاقات بين روسيا والكرسي الرسولي.
وقال بوتين: "أتيحت لي الفرصة للتواصل مع هذا الشخص المتميز في مناسبات عديدة، وسأعتزّ دائمًا بذكراه العطرة".
وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن بوتين والبابا فرنسيس التقيا عدة مرات، وكان "كل منهما يكن احتراما كبيرا للآخر".
وفي الوقت نفسه، نعى العاهل البريطاني تشارلز الثالث، البابا فرنسيس، وقال إنه وزوجته الملكة كاميلا يشعران "بحزن عميق" لوفاة البابا، لكنه أعرب عن سعادته لتمكن فرنسيس من "مشاركة تهنئته بعيد الفصح"، الأحد، قبل يوم من وفاته.
وقال تشارلز، بحسب بيان صادر عن قصر باكنغهام: "سيُذكر قداسته لعطفه وحرصه على وحدة الكنيسة والتزامه المتواصل بالقضايا المشتركة لجميع أتباع الديانات، ولأصحاب النوايا الحسنة الذين يعملون لمصلحة الآخرين. وإيمانه بأن الاهتمام بالبشرية هو تعبير وجودي عن الإيمان بالله كان له صدى لدى الكثيرين في جميع أنحاء العالم".
وأضاف تشارلز أنه وكاميلا "تأثرا بشدة" لتمكنهما من زيارة فرنسيس قبل أيام قليلة من وفاته، خلال زيارة دولة قاما بها إلى إيطاليا للاحتفال بالذكرى العشرين لزواجهما.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر بالبابا الراحل، قائلا: "لقد اتسمت قيادته في وقت معقد وحافل بالتحديات التي مرّ بها العالم والكنيسة بالشجاعة في كثيرٍ من الأحيان، وكانت نابعة من تواضع عميق".
وأضاف ستارمر في بيان: "كان البابا فرانسيس بابا الفقراء والمضطهدين والمنسيين. كان قريبا من الواقع الهش للبشرية، والتقى بالمسيحيين حول العالم الذين يواجهون الحرب والمجاعة والاضطهاد والفقر".
وأعرب الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ عن "تعازيه الحارة للعالم المسيحي"، وأشاد بالبابا في بيان على منصة "إكس"، ووصفه بأنه "رجل ذو إيمان عميق ورحمة لا حدود لها"، والذي "رأى أهمية بالغة في تعزيز الروابط الوثيقة مع العالم اليهودي وتعزيز الحوار بين الأديان".
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز في خطاب مُتلفز إنه سيتم تنكيس جميع الأعلام على المباني الحكومية، الثلاثاء، تقديرا للبابا الراحل. وأضاف ألبانيز: "كان البابا فرنسيس، بالنسبة للكاثوليك الأستراليين، نصيرا مخلصا وأبا محبا. لقد عاش البابا فرنسيس إيمانه ورسالته بالقول والفعل. لقد كان مُلهما بحق".
وقال رئيس الوزراء النيوزيلندي، كريستوفر لوكسون إن فرنسيس كان "رجلا متواضعا، ويمثل إرثه التزاما راسخا تجاه الضعفاء، والعدالة الاجتماعية، والحوار بين الأديان".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف إن البابا فرنسيس كان "رائدا في الوئام بين الأديان والسلام ونصرة الإنسانية"، واصفا رحيله بأنه "خسارة للعالم بأسره لا يمكن تعويضها".
وقال الرئيس اللبناني، جوزاف عون إن وفاة البابا فرنسيس "خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتا قويا من أجل العدالة والسلام، ونصيرا للفقراء والمهمشين، ومدافعا عن الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة".
وبدورها، قالت رئيسة مالطا، ميريام سبيتيري ديبونو في منشور على "إكس"، إن البابا فرانسيس "سيُذكر لتواضعه، والاهتمام الخاص الذي أولاه للفقراء والمهمشين خلال فترة بابويته، وعمله المتواصل من أجل السلام الدولي والمصالحة بين الشعوب".