آخر الأخبار

من التخصيب المدني إلى الإلغاء الكامل.. أمريكا تصعد لهجتها تجاه إيران

شارك

في تطور لافت يثير علامات الاستفهام حول مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية، فاجأ المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، الأوساط السياسية بإعلانه عن موقف أمريكي جديد أكثر تشدداً تجاه برنامج إيران النووي. فبعد ساعات قليلة من تصريحات بدا فيها منفتحاً على فكرة السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة للاستخدامات المدنية، عاد ويتكوف ليطالب طهران بالتخلي الكامل عن برنامجها النووي.

ضرورة حتمية

وهذا التحول المفاجئ في اللهجة الأمريكية يضع علامات استفهام كبيرة حول إمكانية إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، والتي من المقرر استئنافها في سلطنة عمان، فبدلاً من التخفيف من حدة التوتر، يبدو أن واشنطن تعود إلى تبني سياسة أكثر صرامة، وهو ما يثير المخاوف من عودة شبح التهديدات العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

في بيان نشره على حسابه في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، أكد ويتكوف أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يحمل بصمة "صفقة ترامب"، مشدداً على ضرورة أن يتضمن أي ترتيب نهائي إرساء دعائم السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط. ويرى المبعوث الأمريكي أن إيران مطالبة بوقف وإلغاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم وبرنامج التسلح النووي بشكل كامل، معتبراً ذلك ضرورة حتمية للعالم، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

تمييز مواقف

وهذا التصريح جاء بعد يوم واحد فقط من حديث ويتكوف على قناة "فوكس نيوز"، حيث أشار إلى أن "الحوار مع الإيرانيين سيركز على تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% للأغراض النووية المدنية". وقد أثار هذا التناقض الصارخ بين التصريحين تساؤلات حول ما إذا كان ويتكوف يحاول التمييز بين اتفاق مؤقت يهدف إلى خفض مستوى التخصيب الإيراني إلى المستويات المدنية، واتفاق نهائي يسعى إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني بشكل جذري.

ويرجح مراقبون أن يكون الرئيس ترامب قد تعرض لضغوط من قبل "صقور إيران" داخل الولايات المتحدة، الذين حذروا من أن موقف ويتكوف التفاوضي كان يمثل إلى حد كبير إعادة إحياء للاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأسبق باراك أوباما مع إيران في عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في عام 2018 بدعوى أنه غير قابل للتنفيذ.

حق الامتلاك

وتشدد إيران باستمرار على حقها في امتلاك برنامج نووي مدني، وهو ما يعني أن هذا التوجه الأمريكي الأخير سيثير استياءً عميقاً في طهران وقد يعزز موقف المتشددين الذين يرون أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أنه كان هناك إجماع نادر قد تشكل مؤخراً في طهران، مفاده أن المحادثات بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد تسفر عن رفع بعض العقوبات الأمريكية، وهو ما كان يُنظر إليه على أنه تطور إيجابي في العلاقات بين البلدين لم تشهده منذ عقد من الزمان.

وفي غضون ذلك، من المقرر أن يزور رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إيران هذا الأسبوع لبحث إمكانية إحراز تقدم في تحسين وصول مفتشي الوكالة إلى المواقع النووية الإيرانية، فهل سيؤثر هذا التحول الأمريكي المفاجئ على هذه الجهود؟

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا