آخر الأخبار

خلافٌ حول مكان انعقاد الجولة الثانية من مفاوضات أمريكا وإيران.. و"ترامب": إنهم يماطلوننا

شارك

خَيَّمَ الارتباك الدبلوماسي على مسار الجولة الثانية من المحادثات النووية المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة، فبينما كانت المؤشرات تتجه نحو عقد الجولة القادمة في العاصمة الإيطالية روما، عادت طهران لتؤكّد فجر اليوم (الثلاثاء)، إصرارها على العودة إلى مسقط، عاصمة الوسيط العُماني، مما أثار تساؤلات حول مكان وزمان اللقاء الحاسم في هذا الملف المعقد الذي يتابعه العالم من كثب.

وجهة ضبابية

وإصرار إيران على عقد المحادثات مجدّداً في عُمان، التي استضافت الجولة الأولى نهاية الأسبوع الماضي، يناقض سلسلة من التصريحات والتسريبات التي أشارت بوضوحٍ إلى روما كموقعٍ للاجتماع المُقبل. فقد نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدرٍ حكومي إيطالي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن اللقاء كان متوقعاً في روما السبت المُقبل.

وأكَّدَ وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني؛ من اليابان، هذا التوجّه مصرّحاً بأن بلاده استجابت بشكلٍ إيجابي لطلبٍ من الأطراف المعنية للعب دور المضيف.

كما أشار وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب؛ وتقارير لوكالة الأنباء العراقية الرسمية؛ نقلاً عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى أن روما هي الوجهة القادمة، قبل أن تعلن طهران موقفها المغاير عبر وكالتها الرسمية "إرنا"، دون تقديم تفسيرٍ واضحٍ لهذا التغيير، وإن تزامن مع اقتراب عطلة عيد الفصح المهمة في إيطاليا.

تصريحات ورهانات

في واشنطن، لم يؤكّد المسؤولون الأمريكيون مكان المحادثات، لكن الرئيس دونالد ترامب؛ عبّر عن شكوكه حيال نيّات طهران، قائلاً خلال اجتماعٍ في البيت الأبيض: "أعتقد أنهم يماطلوننا"، مضيفاً أنه يرغب في رؤية إيران "دولة غنية وعظيمة" لكنه شدَّدَ على أن "هؤلاء أناساً متطرفين، لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".

وتعقد المفاوضات في وقتٍ حرجٍ، حيث تقترب الدولتان من إتمام نصف قرن من العداء. وتزداد المخاطر مع تهديدات ترامب المتكرّرة بضرباتٍ جوية ضدّ البرنامج النووي الإيراني، وتحذيرات المسؤولين الإيرانيين المتزايدة من إمكانية سعيهم لامتلاك سلاحٍ نووي، خاصة مع امتلاكهم مخزوناً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة جداً من المستوى المطلوب لصُنع قنبلة نووية، وبكمياتٍ تكفي لقنابل عدّة.

رقابة دولية

بالتزامن مع هذه التطورات الدبلوماسية، أكّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي؛ عزمه زيارة إيران هذا الأسبوع. وتُعَد هذه الزيارة مهمة في ظل سعي الوكالة لتحسين سُبل وصول مفتشيها إلى المنشآت النووية الإيرانية، وهو الدور الذي تقلّص بعد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق النووي لعام 2015.

وشدَّدَ غروسي؛ عبر منصة "إكس"، على أن "استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة ضروري في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلولٍ دبلوماسية". ومن المقرر أن يلتقي غروسي؛ الذي سيصل طهران مساء غدٍ، الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان؛ ووزير الخارجية عباس عراقجي؛ مما قد يمهّد الطريق لمزيدٍ من الشفافية في البرنامج النووي الإيراني قُبيل استئناف المحادثات مع واشنطن.

ملفات شائكة

ويبقى جوهر الخلاف متمحوراً حول نقطتَيْن رئيستَيْن: مستقبل تخصيب اليورانيوم الإيراني، ومصير العقوبات الاقتصادية الأمريكية، فبينما قيد اتفاق 2015 التخصيب عند 3.67% وألغى عقوبات واسعة، أدّى انهيار الاتفاق إلى عودة العقوبات وتصعيد إيران لنسبة التخصيب إلى 60%.

وتشير التقديرات إلى أن إيران ستطالب بالاحتفاظ بقدرة تخصيب متقدّمة، ربما تصل إلى 20% على الأقل، مقابل أيّ تخفيفٍ للعقوبات التي تخنق اقتصادها. وعلى الرغم من أن واشنطن تلوّح بورقة رفع العقوبات، لم يكشف أيٌّ من الطرفَيْن علناً عن تفاصيل مطالبه أو التنازلات التي قد يقدّمها في هذه الجولة الجديدة.

ضمانات ومواجهات

وأكَّدَ المتحدث باسم "الخارجية" الإيرانية إسماعيل بقائي؛ أهمية الحصول على "ضمانات" للوفاء بالالتزامات، مشيراً إلى "تاريخ الوعود المنكوثة في الماضي" كسببٍ لهذا التشدُّد. وأضاف "بقائي"؛ أن المفاوضات المباشرة لن تُجرى "طالما استمرت لغة العقوبات والضغط والتهديدات والترهيب".

وشهدت الجولة السابقة في عُمان لقاءً مباشراً وجهاً لوجه بين عراقجي؛ والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف؛ بعد محادثات غير مباشرة بوساطة عُمانية، مما يشير إلى وجود قنوات اتصالٍ رغم التصريحات المتشدّدة.

وبينما صرّح ترامب؛ بأنه سيتم اتخاذ "قرارٍ بشأن إيران قريباً جداً"، يبقى الغموض سيد الموقف.. فهل سينجح الخلاف حول مكان اللقاء في تبديد نفسه لمصلحة الدبلوماسية، أم أنه مجرد مؤشرٍ على صعوبة المهمة المُقبلة في جسر الهوة بين واشنطن وطهران؟

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا