الدكتور عبدالعزيز الحربي: آية "الإدناء من الجلابيب للنساء" لم تؤكد أو توجب غطاء المرأة لوجهها#عبدالعزيز_الحربي_في_ليوان_المديفر pic.twitter.com/XTu0fl7We1
— الليوان (@almodifershow) March 26, 2025
أكّد أستاذ القراءات والتفسير بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحربي؛ أن آية "يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ" الواردة في سورة الأحزاب لا تؤكّد أو تُوجب تغطية المرأة لوجهها، موضحاً أن الإدناء في اللغة العربية يعني التقريب، وأن الجلباب هو الملحفة أو العباية التي تُلبس، وليس بالضرورة أن يكون غطاءً للوجه.
جاء حديث الدكتور الحربي؛ خلال استضافته في برنامج "الليوان" مع الإعلامي عبدالله المديفر؛ في ردّه عن المقصود بالإدناء في التفسير واللغة، في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ".
تفصيلاً؛ قال الدكتور الحربي: "كما ذكرنا، اللغة العربية هي آلة من آلات التفسير ولا بد منها"، موضحًا أن "الإدناء في اللغة العربية معناه التقريب، والجلباب هو الملحفة؛ أي الجلباب المعروف وهو العباءة". وأضاف، أن المعنى هو أن المرأة تقرب وتلبس الجلباب، أما مسألة غطاء الوجه، فلا يلزم أن يكون ذلك مذكوراً في الآية.
وأشار إلى أن هناك أقوالًا فسّرت الإدناء مثل القواعد التنفيذية التي تكون عند اللوائح، ففهم بعضهم أن الجلباب يلزم منه أن يكون معه غطاء، ويكون هناك خمار. وتابع: "الآية تأمر بنات النبي ﷺ ونساءه ونساء المؤمنين بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، أي أن الإدناء هو التقريب، وليس التغطية. نعم، هذا هو الأصل، أما مسألة تغطية الوجه، فهي تُلتمس من أدلة أخرى".
أما عن تفسير ابن عباس، فقال: "نعم، هذا مما روي عنه، لكني لم أبحث في صحة ذلك، وإنما أتكلم عن الآية، فالآية تعني تقريب الجلباب ووضعه على الجسد بهذه الصورة". وأضاف أن هناك رأيين ذكرهما ابن جرير الطبري؛ أحدهما يقول إن الإدناء يكون معه خمار، والآخر لا يكون معه خمار، وذلك بناءً على ما نُقل عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم-، لكن الآية نفسها لا تدل على وجوب غطاء الوجه.
وأشار إلى أن القرآن الكريم أحيانًا يحتوي على ألفاظ مشتركة تصلح لمعانٍ متعددة، فالقرآن فيه ألفاظ مشتركة، أي أن اللفظ الواحد قد يحمل أكثر من معنى. وفي بعض البلدان، قد يكون لبس المرأة للخمار فيه فتنة، وفي أماكن أخرى لا يكون كذلك. الأصل أن كشف الوجه هو الذي قد يكون فيه الفتنة، فتغطي المرأة وجهها حينئذ.
كما تطرّق الدكتور عبدالعزيز الحربي؛ إلى عدة موضوعات أخرى، من بينها تفسيره لمفهوم "أرذل العمر" في القرآن، موضحًا أنه لا يُقصد به الوصول إلى سن معينة، بل يشير إلى الحالة الصحية التي يصل إليها بعض كِبار السن. كما ردّ على منكري عذاب القبر، مؤكدًا أن الحساب يكون يوم القيامة، لكنه لا ينفي وجود عذاب القبر، مستدلًا بالنصوص الشرعية.
وفي حديثه عن الفرق بين السماع والاستماع، أشار الدكتور الحربي؛ إلى أن البكاء الوارد في القرآن يكون عند سماع القرآن وليس عند قراءته، مؤكدًا أن البكاء لا يكون بشهيق أو أصوات عالية، بل بتأثر القلب.
وفي تفسيره لقوله تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا"، بيّن الدكتور الحربي؛ أن الأعدل في القول هو أن هذه المعيشة الضنك والضيقة قد تكون في القبر أو في الآخرة، وليست في الدنيا كما يعتقد البعض.
وجّه الدكتور عبدالعزيز الحربي؛ انتقادات للمفسرين الجدد الذين ينكرون السنة، واصفًا إياهم بـ"الشحارير"، حيث يرى أنهم يفتقرون إلى المعرفة وضعفاء في اللغة العربية، ولا يعترفون بأخطائهم. كما خصّ بالنقد المفكر السوري محمد شحرور؛ قائلًا إنه "جاهل باللغة العربية وكاد أن ينكر السنة بأكملها، مما أدى إلى انحرافه عن سواء السبيل".
وفي سياق حديثه عن التفسير، شدّد الدكتور الحربي؛ على أهمية إنشاء مجمع عالمي لتفسير القرآن الكريم، معتبراً أن الحاجة إليه مُلحة، حيث يجب أن يكون هناك مرجعٌ موحدٌ للتفسير يجمع بين دقة اللغة والفهم الصحيح للآيات.
وفي موضوع آخر، أوضح الدكتور الحربي؛ أنه "ليس هناك دليلٌ على أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة"، مرجحاً أن الله قد يخلق لأهل الجنة لغة خاصة تختلف بنغماتها وإيقاعها وحروفها عمّا نعرفه اليوم.