آخر الأخبار

"تهديدات أمنية وغلاء معيشة وديكتاتورية".. لماذا تتسارع موجات الهجرة من إسرائيل؟

شارك

في ظل تصاعدٍ غير مسبوقٍ في أعداد المهاجرين الإسرائيليين، تتحوّل ظاهرة الهجرة من إسرائيل إلى قضية وجودية تهدّد وجود إسرائيل؛ أرقام قياسية، وأسباب متشابكة، ونداءات تحذيرية تطرح سؤالًا جوهريًّا: ما الذي يدفع آلاف الإسرائيليين إلى مغادرة "الوطن القومي" كما يصفونه بحثًا عن حياة جديدة في أوروبا وأميركا؟

أرقام كبيرة

كشفت بيانات حكومية إسرائيلية حديثة أن عدد المغادرين بلغ نحو 83,000 شخص في 2024، وهو أعلى معدل منذ عقدين، وأكثر من ضعف المتوسط السنوي بين 2009 و2021. ورغم عودة 23,000 إسرائيلي من الخارج، فإن صافي الهجرة السلبية يُنذر بتراجع ديموغرافي قد يُعيد تشكيل مستقبل إسرائيل، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ويُعد التدهور الأمني المحرّك الرئيس لهذه الموجة، خاصة بعد هجوم حماس الدامي في أكتوبر 2023، والتصعيد مع إيران و"حزب الله"، فهذه الأحداث أوجدت إحساسًا بعدم الاستقرار، حتى بين الإسرائيليين الذين لم يغادروا حدود إسرائيل من قبل.

يقول أفيسار ليف؛ مهاجر إسرائيلي في برلين: "الخوف من الحرب أصبح جزءًا من الحياة اليومية. أردت أن أضمن مستقبلًا آمنًا لأطفالي".

أعباء المعيشة

تقل العوامل الاقتصادية خطورة عن الأمنية، فارتفاع تكلفة السكن بنسبة 65% خلال العقد الماضي، وغلاء المعيشة المُتفاقم، حوَّلا إسرائيل إلى واحدة من أغلى دول العالم. وفقًا لاستطلاعات محلية، يُصنف 72% من الشباب الإسرائيليين "الهروب من الضغوط المالية" كسببٍ رئيسٍ للهجرة.

وأدّى الاستقطاب السياسي الحاد إلى تفكيك التماسك الاجتماعي، خاصة مع احتجاجات 2023 ضدّ الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل، ويعلق البروفيسور آرون تشيخانوفير، الحائز "نوبل": "الناس يهربون من دولة تُحَوّل الخلافات السياسية إلى حرب أهلية. الشباب يرفضون العيش في مجتمع مُقسَّم".

نزيف كفاءات

تُظهر البيانات أن 60% من المهاجرين الإسرائيليين إلى أوروبا هم من حاملي الشهادات الجامعية، مما يُنذر بنزيف كفاءاتٍ يهدّد القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والطب.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" حذّرت من أن "الهجرة لم تعد هروبًا فرديًّا، بل كارثة وطنية".

وأسهمت الإصلاحات القضائية المُقترحة -التي تُعطي الحكومة سلطة تعيين القضاة- في تعزيز اتجاهات الهجرة. تقول ميشيل كوهين، محامية إسرائيلية هاجرت إلى أمستردام: "فقدت الثقة بالنظام القضائي. لا أريد أن أعيش في دولة تتحوّل إلى ديكتاتورية".

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا