آخر الأخبار

"ادعاء أن استئناف القتال سيُعيد الرهائن خداع كامل".. "نتنياهو" يُشعل الحرب في غزة لتجنُّب محاكمته

شارك

في ساعات ما قبل الفجر، بينما كان سكان غزة يستعدون لوجبة السحور في شهر رمضان المبارك، انفجرت سماء القطاع بضرباتٍ جوية إسرائيلية مكثّفة.

الضربات، التي وصفتها إسرائيل بأنها استهدفت "أهدافاً لحماس"، خلّفت وراءها مئات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وهذه الهجمات، الأكبر منذ بدء وقف إطلاق النار في يناير، لم تُنهِ فترة الهدوء الهشة فحسب، بل أعادت إشعال فتيل الحرب في منطقة تعاني بالفعل ويلات الصراع المستمر.

خرق الهدنة

في سابقةٍ خطيرة، قررت إسرائيل إنهاء الهدنة الهشة التي كانت سارية منذ يناير، معلنةً بدء موجة جديدة من الضربات الجوية المكثّفة على قطاع غزة. وفقاً لوزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى 235 شخصاً، بينما أُصيب المئات بجروح خطيرة. الضربات، التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، شملت مدينة غزة ودير البلح في الوسط، وخان يونس ورفح في الجنوب.

وعلى الرغم من الجهود الدولية لتمديد وقف إطلاق النار، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ "حماس" بـ"التعنت"، ورفض إتمام مفاوضات المرحلة الثانية للإفراج عن الرهائن المتبقين، وادعى نتنياهو أن "حماس" رفضت عرضاً أمريكياً للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر؛ وجثث أربعة آخرين، مشيراً إلى أن الحركة قدّمت مطالب "غير واقعية"، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

استهداف المدنيين

تظهر الصور القادمة من مستشفيات غزة مأساة إنسانية حقيقية. أكوام من الجثث، بعضها لأطفال، مكدسة تحت أغطية بلاستيكية بيضاء، بينما يعاني الجرحى نقصاً حاداً في الرعاية الطبية.

رامز العمارين؛ شاب في الخامسة والعشرين، وصف المشهد بقوله: "أطلقوا نار الجحيم مرة أخرى على غزة. الجثث والأطراف على الأرض، والجرحى لا يجدون أيَّ طبيبٍ لعلاجهم".

وفي تطورٍ مثيرٍ للقلق، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء مناطق شرق غزة والانتقال نحو المركز، مما أثار مخاوف من احتمال شن عمليات برية جديدة، وهذه الخطوة، إذا تمَّ تنفيذها، قد تُعيد المنطقة إلى دوامة العنف التي شهدتها الأشهر الماضية.

نتنياهو والحرب

وفي خلفية هذه التطورات، يلوح سؤالٌ كبيرٌ: هل يستخدم نتنياهو الحرب وسيلة للتهرُّب من محاكمته؟ اليوم، كان من المقرر أن يحضر نتنياهو جلسة في قضايا الفساد المرفوعة ضدّه، لكن مع الضربات الجوية على غزة اضطرت المحكمة إلى تأجيل الجلسة.

تصريحات نتنياهو الأخيرة، التي أكّد فيها أن إسرائيل "ستستمر في القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب"، تُظهر أن الحرب قد تكون بالنسبة له أداة سياسية أكثر منها عسكرية.

عائلات الرهائن الإسرائيليين عبّرت عن غضبها من قرار استئناف الحرب. في بيانٍ صادرٍ عن منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، قالت العائلات: "الادعاء بأن الحرب تُجدّد من أجل إطلاق سراح الرهائن هو خداعٌ كاملٌ. الضغط العسكري يعرّض الرهائن والجنود للخطر. يجب العودة إلى وقف إطلاق النار".

تصعيد خطير

الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تُنهِ الهدنة فحسب؛ بل فتحت الباب أمام تصعيدٍ خطيرٍ قد يُعيد المنطقة إلى حرب شاملة. مع استمرار الضربات وتصاعد الخسائر البشرية، يبدو أن مستقبل غزة، والمنطقة ككل، على حافة الهاوية.

فهل ستنجح الضغوط الدولية في إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، أم أن المنطقة مُقبلة على موجة جديدة من العنف والدمار؟

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا