آخر الأخبار

العمل الخيري بين العطاء والاتهام.. الحقيقة أقوى من التشكيك

شارك

قال الأكاديمي و الإعلامي السوداني الدكتور محمد فضل محمد، إننا "في أيامٍ تتجلى فيها معاني الرحمة والإحسان، حيث يعم الخير وتعلو نفحات العطاء، ويجد المسلمون فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالطاعات وصنائع المعروف، إنه شهر رمضان، الذي تتجلى فيه أسمى صور التكافل الاجتماعي، حيث تمتد الأيادي بالعطاء لتخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين، إيمانًا بأن السعادة الحقيقية تكمن في إدخال السرور إلى قلوب الآخرين".

وأضاف "العمل الخيري في رمضان ليس هو إحسان فقط، بل هو واجب ديني وإنساني يعكس تماسك المجتمع وقوته، فالتكافل بين أفراده يعزز قيم المحبة والرحمة، ويجعل العطاء أسلوب حياة لا يقتصر على هذا الشهر الفضيل، بل يمتد ليكون نهجًا دائمًا، وفي هذا الإطار، تلعب الجمعيات الخيرية دورًا محوريًا في تنظيم التبرعات وتوزيعها بعدالة وشفافية، حيث تعمل وفق أنظمة دقيقة تضمن وصول الزكوات والصدقات إلى مستحقيها بأفضل السبل".

وتابع "في المملكة العربية السعودية، يحظى القطاع غير الربحي بدعم غير مسبوق من القيادة الرشيدة، حيث وضعت الدولة العمل الخيري في صلب استراتيجياتها التنموية، ويأتي ذلك ترجمةً لرؤية 2030، التي جعلت تطوير القطاع غير الربحي أحد أهدافها الرئيسة، عبر زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5 %، وتمكين الجمعيات الخيرية من التوسع في خدماتها وتعزيز استدامتها المالية".

ولضمان الشفافية، تخضع الجمعيات الخيرية لإشراف دقيق من جهات رسمية، مثل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، إلى جانب مؤسسات رقابية أخرى، تعمل جميعها لضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها بأمان.

وقال إن "من مظاهر هذا الدعم أيضًا، التحول الرقمي في العمل الخيري، من خلال المنصات الرسمية المعتمدة، التي تسهّل التبرع بطرق آمنة، مثل منصة إحسان، ومنصة تبرع، ومنصة جود الإسكان، وغيرها من المبادرات التي تُسهم في رفع كفاءة توزيع التبرعات وتحقيق أثر مستدام".

وأضاف "على الرغم من كل هذه الجهود المباركة، يظهر بين الحين والآخر من يشكك في نزاهة العمل الخيري، متجاهلاً الأطر التنظيمية الصارمة التي تحكمه، وهنا يجب التشديد على أن النقد البناء القائم على الحقائق مرحّب به، أما التشكيك لمجرد التشكيك فهو ظلمٌ يضر بالمحتاجين قبل أي جهة أخرى".

وتابع "بعض الجمعيات الخيرية في المملكة تحمل أسماء ملوك هذه الدولة المباركة، تشديدًا على الرعاية الرسمية لهذا القطاع، ودليلاً على الثقة المطلقة في دوره النبيل. وليس هذا فحسب، بل إن قادة المملكة أنفسهم يتبرعون بسخاء لهذه الجمعيات، ويطلقون الحملات السنوية لدعمها، بل ويدعون الشعب السعودي إلى التبرع والمساهمة في مشروعات الخير، مما يعكس إيمانهم الراسخ بأن التكافل الاجتماعي مسؤولية مشتركة بين القيادة والشعب. وعندما يكون ولاة الأمر في مقدمة الداعمين، فإن ذلك يعكس مدى الثقة في هذه المؤسسات، ويشدد على دورها المحوري في خدمة المجتمع وفق أعلى معايير النزاهة والشفافية".

وقال إن "محاربة العمل الخيري أو نشر الشكوك حوله دون دليل، ليس تشويشًا فقط على جهود الخير، بل هو تعطيل لمسيرة التكافل، وحرمان للضعفاء من حقوقهم. وقد حثنا ديننا الحنيف على إحسان الظن وعدم تتبع النيات"، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" [الحجرات: 12].

وختم بالقول "فلنكن على يقين بأن دعمنا للجمعيات الخيرية المعتمدة هو بابٌ للأجر العظيم، وسهمٌ في صناعة مستقبل أكثر رحمةً وتماسكًا. رمضان هو شهر العطاء، وشهر مضاعفة الأجر، فلنغتنم هذه الأيام المباركة، ولنكن شركاء في الخير، موقنين أن العطاء يبقى، والبركة تمتد، والخير في أمة محمد ﷺ لا ينقطع".

سبق المصدر: سبق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا