إطلاق حاضنة لدعم المشاريع الفنية والإبداعية في المملكة بحضور نخبة من صُنّاع السينما والدراما

في خطوةٍ نوعية لتعزيز المشهدَيْن الفني والإبداعي في المملكة، أُعلن عن إطلاق حاضنة جديدة لاستقطاب المشاريع الفنية والإبداعية، وذلك خلال حفل السحور الرمضاني السنوي الذي شهد أمس حضور نخبة من الفنانين والمنتجين والكُتاب السينمائيين والدراميين.

تهدف الحاضنة إلى دعم صُنّاع السينما والتلفزيون من خلال تبني الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية متكاملة، مع التركيز على الأعمال النوعية التي تمتلك مقومات النجاح. كما أن المبادرة تأتي ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية الهادفة إلى تمكين المواهب السعودية الشابة، وتقديم الدعم اللازم لها لتقديم أعمالٍ ذات قيمة فنية وتجارية عالية، بما يواكب النهضة الفنية التي تشهدها المملكة.

وفي حديثه لـ «سبق»، أكّد معالي الأستاذ تركي الشبانة؛ أن الحاضنة الفنية تمثل بداية منظمة لدعم المشاريع الإبداعية في المملكة، موضحاً أن عديداً من الأعمال الناجحة انطلق سابقاً من أفكار فردية تمّ تطويرها، لكن اليوم يأتي هذا المشروع لتنظيم تلك الجهود ضمن إطار مؤسّسي واضح.

وأضاف، أن الحاضنة تركّز على استقطاب المشاريع النوعية في الدراما والسينما، كما تسعى أيضاً إلى إكمال بعض المشاريع غير المكتملة، حيث ستعمل لجنة متخصّصة على تقييم الأعمال وتحديد مدى قابليتها للتطوير والاستمرار.

وأشار الشبانة؛ إلى أن الدراما والأعمال التلفزيونية لا تزال محدودة مقارنة بباقي القطاعات، لكن هذه المبادرة تأتي في إطار دعم وتبنى المواهب السعودية، معرباً عن تفاؤله بقدرة هذه الحاضنة على إنتاج أعمال فنية سعودية ناجحة تجارياً في المستقبل.

أعربت الفنانة هبة الحسين؛ في حديثها لـ «سبق»، عن تقديرها الكبير للدعم الذي يحظى به القطاع الفني في المملكة، مؤكدة أن الفن السعودي في طريقه للوصول إلى العالمية بفضل الجهود المبذولة من مختلف الجهات الداعمة.

وقالت الحسين: "نشهد اليوم دعمًا كبيراً للفنانين والمنتجين، وأود أن أشكر كل مَن يعمل في هذا المجال ويسهم في دعمه بأي طريقة كانت؛ لأن الفن رسالة يجب أن تصل إلى العالم. من وجهة نظري، هذا الدعم لا يقتصر فقط علينا كفنانين؛ بل يشمل أيضاً كُتّاب السيناريو والمخرجين، فهناك فرصة حقيقية لكل مَن يملك نصاً جيداً، حيث يجد منصة تساعده على تقديمه وتوزيعه والعمل عليه".

كما عبّرت عن امتنانها لمعالي الأستاذ تركي الشبانة؛ على هذا الاحتضان، مشيرة إلى أن فكرة جمع صُنّاع الفن في لقاءٍ سنوي تُعد خطوة رائعة تُتيح تبادل الخبرات والتعاون بين مختلف الفئات الإبداعية، وأضافت: "من الجميل أن نرى ممثلين وسيناريست ومخرجين مجتمعين في مكانٍ واحدٍ، فالبيئة اليوم مليئة بالمواهب والفرص، وهذا ما يعكس الفكر الثقافي الراقي والدعم المستمر لهذا القطاع.

وختمت حديثها بتوقعاتها المتفائلة لمستقبل السينما السعودية، قائلة: "أنا مؤمنة أنه خلال السنوات القليلة المقبلة، سواء بعد سنتين أو خمس سنوات، ستتمكّن السينما السعودية من احتلال مكانة عالمية، بإذن الله. المهم أن نعمل على إنتاج أفلام مُميزة بنصوص قوية، ونسأل الله التوفيق في ذلك".

وشهد الحفل، الذي أُقيم في أحد فنادق الرياض، حضور عددٍ كبيرٍ من المنتجين وصُنّاع السينما والدراما، حيث تمّ الإعلان عن خطط لدعم المشاريع الفنية المُقبلة وتعزيز الإنتاج المحلي على المستويين الإقليمي والدولي.

تشهد المملكة تحولاً غير مسبوقٍ في قطاعَي السينما والدراما، حيث تسعى المبادرات الجديدة، مثل هذه الحاضنة، إلى تمهيد الطريق أمام المواهب السعودية للانطلاق نحو العالمية، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رئيسة لصناعة المحتوى الفني والإبداعي في المنطقة.