حافظت المملكة العربية السعودية على مكانتها كواحدة من أقل الاقتصادات عرضة للمخاطر العالمية في منطقة الشرق الأوسط، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤثر على الأسواق العالمية.
ويعكس هذا التصنيف قوة السياسات الاقتصادية التي انتهجتها المملكة، والتي تهدف إلى تحقيق استدامة مالية طويلة الأجل وتقليل الاعتماد على النفط، تماشيًا مع رؤية 2030.
يشير محللون اقتصاديون إلى أن المملكة نجحت في تعزيز مناعتها الاقتصادية من خلال تنويع مصادر الدخل، وضبط الإنفاق الحكومي، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما أسهمت الاحتياطيات النقدية القوية، والالتزام بالإصلاحات الهيكلية، والسياسات المالية الحذرة، في تقليل التأثيرات السلبية للمخاطر الاقتصادية العالمية، مثل التضخم، واضطرابات سلاسل التوريد، والتوترات الجيوسياسية.
وتبرز مؤشرات الاستقرار المالي في استمرار المملكة بتحقيق معدلات نمو جيدة، حيث تواصل الإنفاق على المشاريع الكبرى في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، مما يعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي.
في سياق متصل، سجل مؤشر مديري المشتريات (PMI) في المملكة 58.4 نقطة في ديسمبر 2024، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في أداء القطاع الخاص غير النفطي. ويعد هذا الرقم من بين الأعلى في المنطقة، مشيرًا إلى توسع الأعمال وارتفاع مستويات الطلب والإنتاج.
ويؤكد الأداء القوي للمؤشر نجاح السياسات الحكومية في دعم القطاع الخاص من خلال توفير بيئة استثمارية مشجعة، وإطلاق مبادرات تحفيزية لتعزيز الإنتاجية وخلق المزيد من فرص العمل. كما أسهم الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية الكبرى، وزيادة الطلب المحلي، في دفع الشركات نحو مزيد من التوسع والتوظيف.
وأفاد خبراء الاقتصاد بأن استمرار النمو في القطاع الخاص غير النفطي يعد مؤشرًا إيجابيًا على نجاح استراتيجية تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي للمملكة على المدى الطويل.
مع دخول عام 2025، يتوقع الاقتصاديون أن يواصل الاقتصاد السعودي أداءه القوي، مدعومًا بالإصلاحات الاقتصادية المتواصلة والاستثمارات الكبيرة في القطاعات الناشئة. كما أن استمرار ارتفاع مؤشر مديري المشتريات يشير إلى تحسن ثقة قطاع الأعمال، وهو ما ينعكس إيجابًا على معدلات النمو وفرص التوظيف.
ويؤكد هذا الأداء أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية، وتعزيز مكانتها كواحدة من أقوى الاقتصادات في المنطقة وأكثرها قدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية.