آخر الأخبار

استعدادات تنصيب "ترامب".. طلب قياسي على حضور الحفل والاحتجاجات ضعيفة

شارك الخبر

في ظل استعدادات مكثفة، تتجه الأنظار نحو العاصمة واشنطن مع اقتراب حفل تنصيب الرئيس دونالد ترامب لفترته الثانية، وتختلف التوقعات هذا العام بشكل لافت عن حفل تنصيبه الأول في عام 2017، حيث تشير بيانات إدارة المتنزهات الوطنية إلى انخفاض كبير في طلبات تصاريح الاحتجاج مقارنة بالماضي. ومع ذلك، فإن الخطوط الساخنة لحجز تذاكر الاحتفال تسجل أرقاماً قياسية، ما يعكس استمرار الجدل حول شخصية الرئيس ودوره في الحياة السياسية الأمريكية.

حدث هادئ

وتشير التقديرات إلى أن الحدث هذا العام سيكون أكثر هدوءاً مقارنة بتنصيب الرئيس جو بايدن، الذي تزامن مع استنفار أمني غير مسبوق إثر هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول. السلطات المحلية قررت ترك منطقة ناشونال مول مفتوحة أمام الجمهور في خطوة تُظهر ثقة في السيطرة على الأوضاع الأمنية، مما يختلف عن المشهد الذي حول العاصمة إلى حصن مُحكم قبل أربعة أعوام.

وتسعى القيادة المحلية في العاصمة إلى إعادة بناء علاقتها مع ترامب، بعد توتر طويل دام خلال فترته الرئاسية الأولى. وبينما كانت الاحتجاجات في عام 2017 عنيفة ومصحوبة باعتقالات واسعة، يتوقع أن تكون مظاهر الاعتراض هذا العام أقل حجماً وأكثر تنظيماً، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ويسعى ترامب إلى تحويل حفل تنصيبه إلى استعراض فخم يعكس شعبيته وقدرته على جذب الحشود، وهو أمر لطالما كان يفاخر به خلال مسيرته السياسية. وكان الرئيس قد أعرب عن انزعاجه من تزامن التنصيب مع تكريم ذكرى الرئيس الراحل جيمي كارتر، معتبراً أن ذلك قد يؤثر على رمزية الاحتفال.

إقبال متباين

وتشير الإحصائيات إلى تراجع إشغال الفنادق في العاصمة إلى نحو 70% مقارنة بنسبة 95% التي سجلتها واشنطن خلال تنصيب ترامب الأول. ومع ذلك، يشهد الطلب على تذاكر الاحتفالات المرتبطة بالتنصيب ارتفاعاً كبيراً، حيث يواصل الجمهوريون وأنصار الرئيس تدفقهم على العاصمة لحضور الموكب وحفل التنصيب.

وكحدث مصنف ضمن أعلى مستويات الحماية الفيدرالية، تستعد واشنطن بتعزيزات أمنية ضخمة تشمل 4000 شرطي محلي وحوالي 7800 عنصر من الحرس الوطني، لضمان سلاسة سير الفعاليات. تأتي هذه التحضيرات في ظل غياب أي تهديدات أمنية محددة حتى الآن، وفقاً لتصريحات مسؤولي إنفاذ القانون.

احتجاجات محدودة

وبالرغم من التراجع الكبير في النشاط الاحتجاجي مقارنة بالماضي، تستعد بعض الجماعات المعارضة لتنظيم مظاهرات بالتزامن مع حفل التنصيب. "مسيرة الشعب"، التي تعد الحدث الأكبر، توقعت في طلبها المقدم إلى إدارة المتنزهات حضور نحو 50,000 محتج، وهو عدد أقل بكثير من حشود 2017 التي تجاوزت 470,000 شخص خلال "مسيرة النساء".

وتشمل الفعاليات الاحتجاجية الأخرى مظاهرات من تنظيم ائتلاف "أنسر" وشبكة العمل الوطنية، حيث يعتزم المشاركون تسليط الضوء على قضايا مثل حقوق النساء والمهاجرين والأقليات العرقية والدينية.

وهذا العام، خصصت العاصمة مبلغاً قياسياً لبناء منصة عرض بقيمة 1.5 مليون دولار، وهي زيادة كبيرة مقارنة بتكاليف المنصات السابقة. ويُنظر إلى هذه المنصة كرمز للتواصل مع الإدارة الجديدة، حيث اعتاد قادة واشنطن استخدام منصات التنصيب لإرسال رسائل سياسية ضمنية.

ورغم تراجع النشاط العلني في مقاومة الرئيس ترامب، لا يزال بعض المسؤولين المحليين يعبرون عن تحفظهم تجاهه، ولو بشكل غير مباشر. فعلى سبيل المثال، فضل العديد من أعضاء مجلس العاصمة عدم الحضور شخصياً، بينما أبدى آخرون دعمهم للحفل انطلاقاً من المصلحة العامة.

ويبدو أن العاصمة، التي لطالما كانت مسرحاً للأحداث السياسية الصاخبة، تتحضر هذا العام لمشهد أكثر اتزاناً يعكس واقعاً سياسياً متغيراً. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف ستؤثر هذه الديناميكيات الجديدة على العلاقة بين إدارة ترامب والعاصمة؟

سبق المصدر: سبق
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا