أتت النيران المستعرة على كل شيء تقريبًا في مدينة ماليبو بمقاطعة لوس أنجلوس، وذلك في كارثة الحرائق التي لا تزال مشتعلة وخارجة عن السيطرة في المقاطعة الأمريكية، إلا أن منزلاً واحدًا بقي صامدًا، يتحدى تلك النيران، ويقاومها في مشهد مثير للدهشة.
المباني والمنازل المحترقة تحيط الموقع الفاخر الذي يسكنه الأثرياء ورجال الفن والأعمال، والأنقاض والركام والرماد تتصدر المشهد الكارثي.. ولكنَّ قصر ماليبو الذي يقع على مساحة 4200 قدم، ويتكون من ثلاثة طوابق، لصاحبه رجل الأعمال ديفيد شتاينر، وقف منتصبًا، ومحافظًا على وجوده مستقلاً ومقاومًا للحريق.
لا يُعرف على وجه الدقة الأسباب التي أدت إلى بقاء هذا المنزل صامدًا في وجه العاصفة النارية التي ضربت المقاطعة، وأحدثت خسائر تاريخية، تُقدَّر بنحو 150 مليار دولار، ولكن صاحبه رجَّح أن يكون صموده راجعًا إلى تصميم سقفه المقاوم للحرائق، وجدرانه المبنية من الجص والحجر، والركائز التي يقف عليها، والممتدة إلى عمق 50 قدمًا داخل الصخور؛ وذلك لحمايته من الأمواج البحرية الشديدة، وفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
القصر الفاخر الذي يُقدَّر بنحو 9 ملايين دولار أظهرت الصور المتداوَلَة وقوفه شامخًا بطلائه الأبيض المميز وسط أكوام من الرماد، وأطلال المنازل المجاورة له، والمتفحمة عن بكرة أبيها.
وعلى الرغم من فرحة "شتاينر" ببقاء منزله وسط هذه الكارثة الهائلة؛ إذ لم تصبه إلا القليل من الأضرار بالنظر إلى حجم الأضرار الهائلة التي أصابت جيرانه، إلا أن الرجل بقي متواضعًا، ويشعر بالسوء والحزن لمن حوله، ممن تكبَّدوا خسائر هائلة، وفقدوا مأواهم وسكنهم، واحترقت ممتلكاتهم.