تعد محافظة الأحساء، إحدى المكونات الرئيسية للمملكة، ولها تاريخ يربو على 7 آلاف سنة، مما جعل منها واحدة من أهم مناطق الحرف اليدوية، وعليه تم انضمامها في شبكة المدن المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية في اليونسكو عام 2015؛ لتكون أول منطقة في شبه الجزيرة العربية تنضم للشبكة وثاني منطقة عربية بعد أسوان المصرية؛ ولتنال شرف تمثل المملكة في اليونسكو.
ركائز نجاح
قال علي السلطان عضو فريق الأحساء المبدعة في اليونسكو، لـ«الوطن»: إننا نفتخر في وطننا الغالي بمبادرة الحكومة بتخصيص عام 2025 للحرف اليدوية، حيث يعني هذا القرار التاريخي مرحلة تحول جديدة ومهمة في تاريخ الحرف اليدوية في المملكة، وهو مبادرة تضع الحرف على المسار الصحيح، وتجعل منها رافدًا من روافد السياحة.
أضاف أن المهارة الحرفية هي إحدى دعائم الثقافة الأساسية، وهي واحدة من ركائز نجاح السياحة، حيث تمثل مناطق جذب للزوار والسائحين، ولقد امتاز حرفيو الأحساء بمهارتهم العالية وإبداعهم الكبير، مما جعلهم مضرب الأمثال، ومقصد المجاورين للاستفادة من منتجاتهم عبر التاريخ، ولأن الأحساء مشهود لها عبر التاريخ بتميزها في الصناعات الحرفية، أهّلها ذلك بأن تنال شرف صناعة أول كسوة سعودية للكعبة المشرفة، وذلك خلال الدولة السعودية الأولى، حيث تمت صناعتها في الأحساء من عام 1221 إلى 1227، كما صنعتها أيضًا عام 1343، كل ذلك بسبب تميز بحياكة الأٌقمشة وتطريز البشوت.
الإرث الثقافي
أوضح السلطان، أن الحرف اليدوية تعتبر حلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر، حيث كان الحرفيون سابقًا هم الصُنّاع والأساتذة عبر التاريخ، وحاليًا الأمناء الذين حافظوا على الإرث الثقافي للمملكة، حيث نقلوا لنا معارفهم جيلاً بعد جيل، رغم خضم التغيرات السريعة والحداثة التي يشهدها العالم إلا أنهم استطاعوا أن يحافظوا على الهوية.
وتمنى السلطان، من الدوائر الرسمية والأهلية، استثمار هذا القرار والمضي معه بالاهتمام بالحرف اليدوية، وأن تقيم لها الأماسي واللقاءات، وأن تخصص في كل مناسبة لديها موقعًا للحرفيين، وأن تتخذ إداراتها، قرارًا بأن تكون الدروع التذكارية والإهداءات من صنع الحرفيين المحليين؛ لأن ذلك يسهم في تطور الحرف واستمرارها.