باستضافة "المشوح".. ديوانية "الحسين" التاريخية تصحب حاضريها إلى "رحلة في أصالة الماضي وتراث الأجداد"

أقامت ديوانية آل حسين التاريخية، بالتعاون مع الجمعية السعودية للمكتبات والمعلومات، محاضرةً بعنوان "رحلة في أصالة الماضي وتراث الأجداد"، استضافت فيها صاحب متحف المشوح خبير التراث، "المشوح المشوح".

حضر الفعالية عدد كبير من المهتمين بالتراث والمثقفين والإعلاميين.

واستهل عبدالعزيز الحسين، المشرف العام على وقف ديوانية آل حسين التاريخية، المحاضرةَ بكلمة ترحيبية بالحضور والضيف؛ شاكرًا إياه على تلبية الدعوة، ومثمنًا التعاون المثمر بين الجمعية ووقف ديوانية الحسين التاريخية لنشر الثقافة والوعي بالتراث الوطني.

بعد ذلك، قدّم المحاضرةَ خالد اليمني، مرحّبًا بالضيف والحضور، ثم استعرض السيرة الذاتية للخبير بالتراث المشوح المشوح؛ مشيرًا إلى أن شغفه بجمع التراث وتفاصيل حياته جعلته من أبرز خبراء التراث في المملكة.

وتحدّث الضيف عن بداياته؛ حيث ذكر أنه بدأ شغفه بالتراث وهو في سن الخامسة عندما اقتنى علبة صغيرة للزيت كان يستخدمها للدراسة بوضع الفتيل فيها، في فترة لم تتوفر فيها الكهرباء قبل 71 عامًا.

وأوضح "المشوح" أنه لا يزال يحتفظ بهذه القطعة حتى اليوم؛ حيث أحضرها وعرضها على الحضور كجزء من إرثه الشخصي.

وأشار إلى أن جميع القطع الأثرية الموجودة في متحفه لم يتم شراؤها؛ بل ورثها من والديْه وأجداده، وأنها تمثل إرثًا عائليًّا، متطرقًا أيضًا إلى المفردات القديمة المستخدمة في تلك الفترة، وشرح تاريخ وأهمية بعض القطع الأثرية المعروضة وأنواعها وميزاتها.

وخلال المحاضرة، استعرض "المشوح" عددًا من مؤلفاته التي دوّن فيها محتوى تراثيًّا جميلًا، ووثّق مشاهد من الأحداث التراثية التي تعلمها من والده، بالإضافة إلى تلك التي شاهدها بنفسه وعاشها، متناولًا قصص حياته في القرية والمدينة؛ مما أعطى الحضور نظرة عميقة على تجربته الشخصية وشغفه بالتراث.

كما تم عرض فيلم وثائقي عن متحف المشوح؛ حيث اطلع الحضور على مجموعة من القطع التاريخية والأثرية المعروضة فيه. وقرأ "المشوح" رسالة تاريخية تعود لأكثر من 80 عامًا، كتبها بأسلوب يتناسب مع تلك الفترة، استُخدمت فيها مصطلحات قديمة، بعضها لم يعد مألوفًا اليوم؛ مما أثار اهتمام الحضور وأكد أهمية حفظ الموروث الثقافي.

وأوضح "المشوح" أن المتحف يمثل له قيمة معنوية تفوق قيمته المادية؛ مؤكدًا أنه لا يفكر في بيعه أبدًا لأن هذه القطع ترتبط بذكرياته وشغفه الشخصي.

وفي ختام المحاضرة، دعا الحضور لزيارة متحفه والتعرف على محتوياته بشكل مباشر؛ فيما قدّم المشرف العام على ديوانية الحسين درعًا تذكاريًّا تكريمًا للضيف، كما تم تكريم مقدم المحاضرة خالد اليمني على جهوده.