آخر الأخبار

نفوذ الإخوان في الجيش.. أدلة تؤكد تناقض تصريحات البرهان

شارك
الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.. أرشيفية

بعد 5 أسابيع من اندلاع الحرب في السودان في منتصف أبريل 2023، قال فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، آنذاك، إن استمرار القتال لن يقود إلى النتيجة المرجوة وأنه ما من مفر من الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب، وهي ذات الرؤية التي حملتها جميع الأطراف الدولية منذ اندلاع القتال.

لكن بعد مرور أكثر من 130 أسبوعا على الحرب ومقتل نحو 150 ألف شخص وتدمير ما قيمته نحو 700 مليار دولار من اقتصاد السودان، جدد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أحدث تصريحات له العزم على المضي قدما نحو الحل العسكري رافضا الجلوس للتفاوض مع قوات الدعم السريع قبل تجريدها من أسلحتها ومنكرا الاتهامات بسيطرة الإخوان على الجيش ومفاصل السلطة في البلاد.

لكن مراقبون رأوا في تصريحات البرهان تناقضا كبيرا مع الواقع الفعلي، فإلى ماذا يستند المراقبون في تفنيدهم لتلك التصريحات؟

رصد مراقبون 6 تناقضات في تصريحات البرهان الأخيرة، مشيرين إلى أن أكثر من 32 شهرا من القتال أكدت استحالة الحل العسكري وهو ما أجمعت عليه القوى المدنية في الداخل والأطراف الدولية والإقليمية الموقعة على مذكرة نيويورك في الأول من أكتوبر 2025 والتي شددت على أن التفاوض والحل السلمي المبني على خطة الرباعية هو الخيار الأمثل لوقف الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023.

واستند المراقبون إلى 4 دلائل دامغة تؤكد سيطرة تنظيم الإخوان على الجيش، واستحالة الحل العسكري للحرب كما أكدوا أن الانقلاب الذي نفذه في أكتوبر 2021، أعاد معظم القيادات التي تهيمن حاليا على عدد كبير من الوزارات ومؤسسات الخدمة المدنية.

وعزا المراقبون تناقضات البرهان الى حقيقة أنه يقف على أرضية غير ثابتة، ورأوا أن تصريحاته تعكس حالة الارتباك والتخبط المتعلقة بالقرار العسكري لأنها اتسمت بتناقض كبير، وهو ما تشير اليه الكاتبة الصحفية صباح محمد الحسن بالقول: "يحاول البرهان إرضاء كل الأطراف، فتجده ينكر وجود الإخوان في الجيش في محاولة لحمايتهم، ويعول على الحل العسكري حتى لايغضب الإخوان المساندين له، ولهذا السبب فشل البرهان لأنه لايملك قرارا واحدا".

تمكين مرئي داخل الجيش

وفقا لمراقبين عسكريين فإن كل دفع طلاب الكلية الحربية الذين كان يتم استيعابهم بعد انقلاب التنظيم على السلطة في العام 1989 كانوا من خلفيات تنظيمية ويتولى معظمهم قيادة الوحدات العسكرية في الوقت الحالي.

وبالتزامن مع نفي البرهان أي وجود أو نفوذ لجماعة الإخوان داخل الجيش، ووصفه حديث مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، بشأن وجود تنظيم الإخوان داخل الجيش، بأنه "فزاعة كاذبة"، أعاد ناشطون نشر عدد من مقاطع الفيديو الحديثة التي تظهر ترديد جنود في الجيش شعارات جهادية إخوانية، كما يكشف في إحداها صراحة أمين حسن عمر القيادي في التنظيم أن البرهان نفسه كان رئيسا للمؤتمر الوطني - الجناح السياسي لتنظيم الإخوان - خلال فترة عمله ضابطا في إحدى مناطق غرب السودان.

ويقول هاشم أبورنات، وهو ضابط كبير سابق في الجيش، "بعد تمكنه من السلطة في العام 1989 عمل تنظيم الإخوان على تمكين عناصره في الجيش بشكل غير مسبوق وفصل أكثر من 13 ألف ضابط، وأصبح شرط أي منتم جديد للقوات النظامية أن يكون من الكادر الإخواني".

ويوضح أبورنات لموقع سكاي نيوز عربية "لا يمكن الجدال في سيطرة الإخوان على الجيش، فقد وضع التنظيم يده على الجيش وضخ مجموعات موالية له ورفع شعارات جهادية داخله".

وفي ذات السياق، يقول الأمين ميسرة وهو باحث عسكري وضابط سابق في الجيش، إن حديث البرهان عن عدم وجود إخوان في الجيش لا يستند إلى الواقع الحالي المعاش، ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية: "الوجود الكبير لعناصر الإخوان داخل الجيش والنفوذ الذي تتمتع به كتائب إخوانية داخل الجيش مثل كتيبة البراء وغيرها يتطلب إجراء إعادة هيكله واسعة لتنظيف الجيش من الوجود الإخواني حتى يصبح جيشا قوميا مهنيا محترفا".

جدلية الحل العسكري

اعتبر مهدي الخليفة الوزير الأسبق بالخارجية السودانية، حديث البرهان عن عزمه على الحسم العسكري ورفضه خيار التفاوض بأنه محاولة لإطالة أمد الحرب، عبر "وضع شروط تعجيزية تُقفل أبواب الحل السياسي".

وقال الخليفة "البرهان يقدم وعود متناقضة تجمع بين قبول المبادرات وعدم الاعتراف بجدوى أي مسار غير السلاح".

ويوضح: "رسائل البرهان تذهب في اتجاه يعمّق الأزمة ولا يفتح أي نافذة على المستقبل، فحين يقول لن نجلس مع الدعم السريع إلا إذا ترك السلاح وانسحب من مناطق سيطرته فإنه يضع وصفة مستحيلة يعرف قبل غيره أنها لا يمكن أن تتحقق".

ويضيف: "من يسيطر على معظم دارفور، ويملك آلاف المقاتلين، لن يسلّم سلاحه دون اتفاق سياسي شامل. وهذا ما يجعل الشرط نفسه إعلانًا صريحًا باستمرار الحرب لا بوقفها".

ويرى الخليفة أن الحل يكمن في الحلول السلمية، موضحا "جرب السودان حروب عديدة خلفت دمار لا يوصف، شهدت إبادة أجيال وانهيارات اقتصادية كبيرة، لكن في النهاية جلس الأطراف إلى التفاوض".

هيمنة الإخوان على مفاصل الدولة

يحذر مراقبون من أن إنكار البرهان لعدم وجود الإخوان يزيد الشكوك بدل أن يبدّدها، نظرا للهيمنة الكبيرة على عناصر التنظيم داخل الجيش وفي كل مفاصل الخدمة المدنية.

ووصف الطيب عثمان يوسف الأمين العام للجنة تفكيك تمكين نظام الإخوان التي شكلت في أعقاب الإطاحة بحكومة التنظيم في إبريل 2019، حديث البرهان بعدم سيطرة عناصر الإخوان على السلطة والخدمة المدنية بأنه حديث يكذبه الواقع، مقدرا سيطرتهم على أكثر من 95 في المئة من مفاصل الدولة حاليا.

وقال يوسف لموقع "سكاي نيوز عربية" إن اللجنة تمكنت خلال فترة عملها القصيرة من فصل أقل من 2000 من عناصر التنظيم المعينين في كافة مؤسسات الخدمة المدنية على أسس تنظيمية بحته وهو ما يسمى ضمن سياسات التنظيم (بالتمكين).

وشدد يوسف على أن الخدمة المدنية مسيطر عليها تماما حاليا من قبل عناصر التنظيم الذين تم فصلهم وإعادتهم أو أولئك الذين كانت تعمل اللجنة على تفكيكهم قبل أن يوقف الانقلاب عملها، لكنه أكد أن اللجنة تحتفظ بكافة السجلات والمعلومات التي حصلت عليها بعد سيطرتها في بدايات عملها على مراكز المعلومات والبيانات الخاصة بالتنظيم في المركز الرئيسي والولايات.

ونبه يوسف إلى ضخامة حجم التمكين في الجيش والمؤسسات الأمنية، لكنه أشار إلى أن التفكيك في تلك المؤسسات لم يكن ضمن صلاحيات اللجنة.

وشدد يوسف على أن الخدمة المدنية مسيطر عليها تماما حاليا من قبل عناصر التنظيم الذين تم فصلهم وإعادتهم أو أولئك الذين كانت تعمل اللجنة على تفكيكهم قبل أن يوقف الانقلاب عملها، لكنه أكد أن اللجنة تحتفظ بكافة السجلات والمعلومات التي حصلت عليها بعد سيطرتها في بدايات عملها على مراكز المعلومات والبيانات الخاصة بالتنظيم في المركز الرئيسي والولايات.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا