في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
صعّدت إسرائيل وتيرة عملياتها العسكرية شمالي الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة، لتغدو أكثر من مجرد "حملة أمنية" على حد قولها، بل خطوة إستراتيجية -وفق محللين- ضمن مشروع شامل لتعزيز السيطرة والاستيطان وإنهاء الوجود الفلسطيني.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن العامل الأمني "ثانوي"، مشيرا إلى أن هدف إسرائيل المركزي هو منع أي انتفاضة فلسطينية في مواجهة تعميق الاستيطان.
ويضيف مصطفى -خلال حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن "اليمين الإسرائيلي يشعر الآن بأن ضم الضفة قد أُزيح عن الطاولة الأميركية، وهو ما يدفعه إلى تكثيف القمع والاستيطان لمنع أي كيان سياسي فلسطيني".
ودخلت العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في شمالي الضفة يومها الثاني، وسط حملات دهم واعتقال وحظر تجول وحصار وإطلاق النار من المروحيات، وانتشار مكثف للقوات، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية.
وكانت قوات الاحتلال قد بدأت هذه العملية في 5 مناطق بمحافظة طوباس ودفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه المنطقة، في وقت طالب فيه بيان فرنسي ألماني إيطالي بريطاني إسرائيل بحماية الفلسطينيين في الضفة وأدان التوسع الاستيطاني.
وتمثل العملية العسكرية الإسرائيلية، حسب مصطفى، جزءا من إستراتيجية أوسع لإبقاء حالة الحرب مشتعلة في مختلف الجبهات، بما في ذلك لبنان وغزة لمنع أي تهدئة قد تهدد المشاريع الاستيطانية، ولضمان استمرار حالة القلق والخوف لدى الفلسطينيين والمجتمع الإقليمي.
وتأتي هذه الإستراتيجية أيضا في سياق سياسي داخلي، إذ تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى استثمار حالة الحرب لتحقيق مكاسب انتخابية، وتأجيل أي نقاش حول "نهاية الحرب"، وهو ما لا يخدم مصالح السلطة الحالية في إسرائيل، كما يقول مصطفى.
من جانبه، يؤكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ، أن مزاعم الاحتلال بشأن المقاومة الفلسطينية هي "ذرائع كاذبة".
وقد برر جيش الاحتلال عملياته شمال الضفة بأن معلومات استخباراتية رصدت إقامة "بنى تحتية إرهابية هناك"، وقال إن العملية ستتواصل "لمنع ترسخ الإرهاب وإزالة أي تهديد أمني"، على حد زعمه.
وفنّد البرغوثي هذه المزاعم مؤكدا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تستهدف شعبا أعزل تحت الاحتلال، بواسطة "مثلث القمع" بين المستوطنين والشرطة والجيش لتحقيق أهداف التطهير العرقي والسيطرة على الأراضي.
ووفق البرغوثي، فإن "إعدامات المدنيين الفلسطينيين تؤكد الوحشية المتعمدة"، وأن ما يحدث هو محاولة لحسم الوجود الفلسطيني على الأرض ومنع إقامة أي دولة فلسطينية مستقبلية.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية رائد نعيرات إن العمليات الإسرائيلية الحالية لا تتوافق مع ما يعلنه الاحتلال من "أهداف أمنية".
وتتبع إسرائيل -حسب نعيرات- إستراتيجيتين: الأولى سياسية تتعلق بإدارة الضم والسيطرة على مناطق إستراتيجية مثل الأغوار والحوض المائي الشرقي التي تمثل سلة الغذاء.
أما الإستراتيجية الثانية فتتعلق بالترهيب وإظهار قوة إسرائيل للجيل الفلسطيني الجديد، بما يعزز الخوف ويرسخ الهيمنة على الأرض.
المصدر:
الجزيرة