آخر الأخبار

قوات الدعم السريع تعلن هدنة إنسانية من طرف واحد

شارك
مصدر الصورة

أعلنت قوات الدعم السريع السودانية الإثنين هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، غداة إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحاً دولياً بالهدنة قدمته الرباعية الدولية.

وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، في كلمة مسجلة "انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية واستجابة للجهود الدولية المبذولة وعلى رأسها مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعي دول الرباعية... نعلن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر" والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية.

وأعلن دقلو أن الهدنة الإنسانية تشمل وقف الأعمال القتالية وتهدف لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع.

وقال في خطاب نشر على منصات قوات الدعم السريع في مواقع التواصل الاجتماعي، إن الخطوة تأتي استجابةً لما وصفها بـ"الجهود الدولية من أجل مصلحة الشعب السوداني"، معرباً عن أمله في أن تدفع الآلية الرباعية ما أسماه "الطرف الآخر" في إشارة للجيش السوداني، للتجاوب مع المبادرة.

وأكد التزام قواته بتسهيل العمل الإنساني عبر تأمين حركة العاملين في الإغاثة، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، إضافة إلى حماية مقار المنظمات الدولية والوطنية وتمكين الفرق الطبية من أداء مهامها.

وطرحت الآلية الرباعية، المؤلفة من الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، خارطة طريق لإنهاء النزاع في السودان، تنص على تأمين هدنة إنسانية يعقبها وقف إطلاق نار وعملية سياسية تفضي إلى حكم مدني.

هل تنجح الهدنة المعلنة؟

طوال العامين الماضيين، قام طرفا الحرب في السودان بخرق كافة اتفاقات الهدنة ما أدى إلى فشل جهود التفاوض.

وكان عبد الفتاح البرهان أعلن الأحد رفضه لمقترح الهدنة معتبراً أنه "الأسوأ حتى الآن.. باعتبار أنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي الميليشيا المتمردة في مناطقها".

وأكد دقلو في كلمته أنه سيلتزم "بمسار سياسي يشارك فيه الجميع ما عدا الحركة الإسلامية الإرهابية والإخوان المسلمين والمؤتمر الوطني لأنهم يتحملون كل المأساة التي يعيشها شعبنا طيلة ثلاثة عقود"، على حد وصفه.

وكان الموفد الأمريكي مسعد بولس قدم المقترح نيابة عن الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر.

من جانبه قال البرهان في كلمته الأحد، خلال اجتماع مع ضباط القوات المسلحة إن "السودان يرى أن هذه الرباعية ليست مبرئة للذمة خاصة أن كل العالم شهد بأن دولة الإمارات هي التي تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية"، بحسب مقطع مصور نشرته حكومته عن اللقاء.

وتنفي دولة الإمارات الاتهامات الموجهة إليها بتسليح قوات الدعم السريع في السودان، التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وقال البرهان إن الوساطة التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر والسعودية "إذا واصلت السير بهذا المنحى، فهي وساطة غير محايدة".

مصدر الصورة

انتقادات وترحيب

وانتقدت الإمارات العربية المتحدة الإثنين، رفض البرهان لمقترح الهدنة واتهمته بعرقلته.

وقالت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي "مرة أخرى يرفض الفريق البرهان مبادرات السلام. برفضه الخطة الأميركية للسلام في السودان، ورفضه المتكرر لوقف إطلاق النار، يُظهر بشكل مستمر سلوكاً معرقلاً. ويجب قول ذلك بوضوح".

واعتبر البرهان في تصريحاته الأحد أن الموفد الأمريكي بولس "يتحدث بلسان الإمارات" ويردد مواقفها.

كما نفى سيطرة الإخوان المسلمين على الجيش السوداني، وقال "نحن نسمع ذلك الكلام في الوسائط الإعلامية، إن الجيش والدولة يسيطر عليهما الإخوان المسلمون.. هذا الكلام لا وجود له سوى في رؤوسهم".

ودعا البرهان "كل شخص قادر على الدفاع عن هذه الدولة وحمل السلاح الى أن ينضم فوراً إلى جبهات القتال".

في الوقت نفسه، رحّب البرهان بمبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإنهاء الحرب في السودان أثناء لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معرباً عن أمله أن "تستمع هذه المبادرة إلى أصوات السودانيين.. وأن تجنبنا دمار بلدنا"، وفق ما نقلت فرانس برس.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر موافقتها على مقترح الهدنة الإنسانية، غير أنها قصفت في اليوم التالي الخرطوم وعطبرة الواقعتين تحت سيطرة الجيش.

وأعقب ذلك إعلانها وصول "حشود ضخمة" من مقاتليها إلى مدينة بابنوسة في غرب كردفان، في محاولة للسيطرة على مقر الجيش هناك فيما يستمر حصارها لمدينتي كادوغلي والدلنغ في جنوب كردفان.

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر استهدفت قوات الدعم السريع سد مروي الرئيسي في شمال السودان بضربات عدة بواسطة مسيّرات، كما قصفت مقر الجيش في المدينة.

وخسر الجيش في 26 تشرين الأول/أكتوبر مدينة الفاشر بعد حصار طويل من جانب قوات الدعم السريع التي باتت تسيطر على كل غرب السودان.

وامتدت المعارك من إقليم دارفور إلى منطقة كردفان المجاورة الغنية بالنفط، وتربط العاصمة الخرطوم بغرب السودان.

ومنذ سقوط الفاشر تتوالى تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ منذ نهاية الشهر الماضي أكثر من 100 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى نحو 40 ألف نازح من شمال كردفان.

والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن عزمه على إنهاء "الفظائع" الدائرة في السودان بناء على طلب من ولي العهد السعودي.

ورحّبت قوات الدعم السريع والإمارات بإعلان الرئيس الأمريكي، كما أكد البرهان استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض لإنهاء الحرب.

وأدّت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع حادّة تهدد ملايين المدنيين.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا