مع تعثر الجهود الرامية إلى دفع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة إلى ما بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، كشفت مصادر متعددة أن احتمال تقسيم القطاع الفلسطيني بحكم الأمر الواقع بين منطقة تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تديرها حماس صارت مرجحة بشكل متزايد.
وذكر 6 مسؤولين أوروبيين مطلعين مباشرة على جهود تنفيذ المرحلة التالية أن الخطة توقفت فعلياً، وأنه من المرجح الآن أن تقتصر إعادة الإعمار على المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، محذرين من أن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم يستمر لسنوات، وفق ما أوردت وكالة رويترز الثلاثاء.
كما أردف المسؤولون الستة أنه إذا لم يحدث تحول كبير في مواقف حماس أو إسرائيل أو ضغط أميركي على إسرائيل لقبول بدور للسلطة الفلسطينية ومسار إقامة دولة فلسطينية فإنهم لا يتوقعون أن تتقدم خطة ترامب إلى ما هو أبعد من وقف النار.
وفي غياب أي جهد كبير من جانب الولايات المتحدة لكسر الجمود، يبدو أن الخط الأصفر سيصبح الحدود الفعلية التي تقسم غزة إلى أجل غير مسمى، حسب ما قاله 18 مصدراً من بينهم 6 مسؤولين أوروبيين ومسؤول أميركي سابق مطلع على المحادثات.
وصاغت الولايات المتحدة مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي يمنح القوة متعددة الجنسيات وهيئة حكم انتقالية ولاية لمدة عامين. لكن 10 دبلوماسيين أفادوا بأن الحكومات لا تزال مترددة في الالتزام بإرسال قوات.
كما أضاف مسؤولان أوروبيان ودبلوماسي غربي أن من بين الأفكار قيد المناقشة ما إذا كان بإمكان حماس تلسيم السلاح تحت إشراف دولي بدلاً من تسليمها إلى إسرائيل أو أي قوة أجنبية أخرى.
يشار إلى أنه بموجب المرحلة الأولى من الخطة، التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الفائت، يسيطر الجيش الإسرائيلي حالياً على 53% من القطاع المطل على البحر المتوسط، بما في ذلك معظم أراضيه الزراعية، إلى جانب رفح في الجنوب وأجزاء من مدينة غزة ومناطق حضرية أخرى.
فيما تتضمن المرحلة التالية من الخطة انسحاب إسرائيل بشكل أكبر انطلاقاً مما يسمى بالخط الأصفر المتفق عليه في خطة ترامب، إلى جانب إنشاء سلطة انتقالية لحكم غزة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات تهدف إلى تسلم المسؤولية من الجيش الإسرائيلي، ونزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار.
غير أن الخطة لا تتضمن أي جداول زمنية أو آليات للتنفيذ. في الوقت نفسه ترفض حماس نزع سلاحها وترفض إسرائيل أن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور، في حين لا يزال الغموض يكتنف القوة متعددة الجنسيات.
المصدر:
العربيّة