في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
هاجمت مسيرات لقوات الدعم السريع -اليوم السبت- مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق بعد ساعات من استهدافها مدينة الأبيض بشمال كردفان ، في وقت تتزايد فيه أعداد النازحين الفارين من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور .
فقد قال مصدر أمني للجزيرة إن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لمسيرات انقضاضية في مدينة الدمازين جنوبي البلاد.
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر بالجيش السوداني للجزيرة إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت مسيرة بعيدة المدى في مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأشار المصدر إلى أن المسيرة كانت تستخدم في قصف المناطق المأهولة بالسكان في الأبيض، مما تسبب في وقوع خسائر كبيرة في ممتلكات المدنيين خلال الأيام الماضية.
وكانت مسيرة للدعم السريع استهدفت أمس مدينة الأبيض، كما قصفت هذه القوات قوات الحركة الشعبية شمال مدينة الدلنج، أبرز مدن جنوبي كردفان، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وفقا لمجموعة "محامو الطوارئ"، وهي مجموعة حقوقية معنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
وتأتي الهجمات على مدن في منطقة كردفان وسط تحذيرات أممية من تصاعد القتال في المنطقة.
وكانت تقارير تحدثت في الأيام القليلة الماضية عن بدء قوات الدعم السريع بحشد قوات لمهاجمة مناطق في كردفان عقب سيطرتها على مدينة الفاشر.
في غضون ذلك، قال وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السوداني معتصم أحمد صالح اليوم إن 50 ألف نازح من الفاشر وصلوا إلى محلية الدبة في الولاية الشمالية.
وأضاف صالح أن قوات الدعم السريع لا تزال ترتكب الجرائم بشكل ممنهج في مدينة الفاشر، وتمنع مئات آلاف المواطنين من الخروج من المدينة وتنكل بهم.
وقد تفقد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم النازحين في مخيم العفاض شرقي مدينة الدبة بالولاية الشمالية، حيث وصل الآلاف من نازحي الفاشر للمنطقة.
وتفقد البرهان العيادات الطبية الميدانية في المخيم، واستمع لاحتياجات النازحين من لجنة الطوارئ والخدمات التابعة لمحلية الدبة، وتعهد بتوفير الاحتياجات للمخيم خاصة الطبية والغذائية.
بدوره، حذر أحمد بابكر آدم مندوب ولايات كردفان لدى مفوضية العمل الطوعي والإنساني من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين الذين فروا إلى الخرطوم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم في كردفان.
وأضاف آدم -في تصريحات للجزيرة- أن نحو 16 ألف نازح وصلوا إلى ولاية الخرطوم خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن معظمهم يقيمون في منازل أقاربهم، وسط أوضاع إنسانية صعبة.
وأوضح أن المساعدات المتوفرة لا تغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات اليومية لمئات الأسر النازحة إلى الخرطوم.
في السياق، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن أي هدنة دون حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم تعني تقسيم السودان.
وفي إشارة إلى قوات الدعم السريع، دعا مناوي من سماهم الجنجويد والمرتزقة إلى الانسحاب من المناطق السكنية والمستشفيات والإفراج عن المختطفين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وتأمين عودة النازحين.
في الأثناء، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان اليوم إن مدينة الفاشر شهدت تصعيدا في الهجمات الوحشية على مدى الأيام الـ10 الماضية، ودعا إلى التحرك لحماية المدنيين فيها.
وأضاف المكتب -في بيان- أن الفاشر مدينة يغمرها الحزن، وأن المدنيين يعيشون فظائع على نطاق لا يمكن تصوره، وفق تعبيره.
وأكد المكتب الأممي أن مئات قتلوا في الفاشر، بينهم نساء وأطفال وجرحى لجؤوا إلى المستشفيات، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يتم ارتكاب هجمات وحشية على أساس عرقي بالمدينة.
وذكر البيان أن آلاف الأشخاص اعتقلوا في الفاشر، بينهم كوادر طبية وصحفيون، وقال إنه لا توجد طرق آمنة لمغادرة المدينة، وإن هناك أخطارا جسيمة تهدد من بقوا محاصرين في المدينة.
وطالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان بمرور آمن، وحماية المدنيين بالفاشر، وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
وكان خبراء أمميون اتهموا أمس قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع جماعية والتسبب في أزمة إنسانية كارثية بعد سيطرتها أخيرا على المدينة.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023، حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
المصدر:
الجزيرة