نتنياهو يصرح “حدث إغتصاب الجنود الإسرائيليين للأسرى الفلسطينيين في سديه تيمان ألحق ضررًا هائلًا بصورة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي وجنودنا. ربما يكون هذا الهجوم الدعائي الأصعب الذي واجهته دولة إسرائيل منذ تأسيسها، لا أذكر حادثًا مركزًا بهذه الدرجة من القوة. هذا يستوجب تحقيقًا… https://t.co/FjC6odchUd pic.twitter.com/rqojUavHts
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 2, 2025
أشعلت المدعية العسكرية الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الشرطة الإسرائيلية العثور عليها على قيد الحياة عقب ساعات من اختفائها المفاجئ وسط ترجيحات بانتحارها، في حادثة مرتبطة مباشرة بتسريب مقطع مصور يوثق اعتداء جنود إسرائيليين بوحشية على أسير فلسطيني داخل سجن " سدي تيمان " سيئ السمعة في صحراء النقب.
وأثار الفيديو الذي بثته القناة 12 الإسرائيلية في أغسطس/آب من العام الماضي صدمة واسعة، إذ أظهر مشاهد قاسية لجنود يعتدون على أسير فلسطيني مكبل اليدين، وسط اتهامات بتعذيب جسدي ونفسي ممنهج داخل السجن.
وسدي تيمان مركز احتجاز سيئ الصيت يستخدمه الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتتهمه منظمات حقوقية بأنه يشهد انتهاكات ممنهجة بحق المعتقلين الفلسطينيين.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أقال تومر وجردها من رتبها العسكرية، رغم تقديمها استقالتها في وقت سابق، بعد تحميلها مسؤولية تسريب المقطع المصور الذي اعتبره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "أكبر هجوم على العلاقات العامة" تتعرض له إسرائيل منذ تأسيسها، مشيرا خلال جلسة الحكومة الأسبوعية إلى أن بث مشاهد الاعتداء شكل ضربة قاسية لصورة إسرائيل أمام العالم.
وفي خضم الجدل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية صباح الأحد فقدان الاتصال بتومر، مما أثار حالة من الهلع في الأوساط السياسية والعسكرية، وسط تكهنات بانتحارها بعد تعرضها لحملة تحريض مكثفة من اليمين الحاكم بقيادة نتنياهو.
وشاركت قوات كبيرة من الشرطة والجيش والدفاع المدني في عمليات بحث موسعة استمرت ساعات، قبل أن تعلن الشرطة لاحقا العثور على تومر على قيد الحياة وبخير.
وتصدر اسم يفعات تومر العناوين الإسرائيلية ووسوم المنصات، حيث تباينت ردود الفعل بين من وصفها بكبش الفداء الذي ضحت به الحكومة لاحتواء الغضب بعد فتح تحقيق جنائي في تسريب المقطع، ومن رأى أن القضية كشفت عن حجم الانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين.
هنالك ضجة في إسرائيل وإجبار المدعية العسكرية على الاستقالة بسبب ماذا؟
لأنها متهمة بتسريب فيديو قبل عام ونصف يظهر جنود يعذبون ويغتصبون أسير فلسطيني في معتقل "سديه تيمان" سيء الصيت.
المدعية العسكرية متهمة أن فعلتها أدت لتشويه صورة الجيش والتشهير بالجنود الذين قاموا باغتصاب…
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) October 31, 2025
ودعا ناشطون إلى رفع ملف سجن "سدي تيمان" إلى محكمة الجنايات الدولية، معتبرين أن شهادة المدعية العسكرية تمثل دليلا دامغا على جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المعتقلين الفلسطينيين.
ورأى آخرون أن كشف جريمة بشعة يتحول في إسرائيل إلى تشويه لسمعة الجيش، بينما الجريمة نفسها تُطمس ويُطلق مرتكبوها أحرارا، في إشارة إلى سياسة الكيل بمكيالين داخل المنظومة العسكرية والسياسية الإسرائيلية.
العثور على المدعية الإسرائيلية بعد اختفائها .. ما علاقة الأسرى الفلسطينيين؟
اسمها الكامل: يفعات تومر-يروشالمي
ولدت سنة 1974 ونشأت في نتانيا.تنتمي إلى سلك المحامين العسكريين، وبدأت عملها في وحدة النيابة العسكرية عام 1996.
تولت عام 2021 منصب المدعية العسكرية العليا في… pic.twitter.com/4DFrIhWUVQ
— Ahmad Hamieh🇦🇷🇦🇷 (@Ahmadhamieh313) November 2, 2025
وكتب أحدهم: "إسرائيل لا تلاحق من ارتكب الجريمة، بل من كشفها، وكأن الحقيقة هي الجريمة الوحيدة في قاموس الاحتلال".
زلزال يهز أركان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد فقدان المدعية العسكرية المكلفة بالتحقيق في تسريب فيديوهات من سجن "سديه تيمان"، تُظهر اعتداءات جنسية وجسدية على أسير فلسطيني. المؤشرات ترجّح انتحارها بعدما عُثر على سيارتها قرب جرف صخري في تل أبيب ورسالة وداع لعائلتها، وسط صمت رسمي… pic.twitter.com/teHcYolNeG
— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) November 2, 2025
وأضاف آخر: "التاريخ يعيد نفسه.. هذه الجرائم امتداد لمجازر صبرا وشاتيلا وما تلاها".
واعتبر آخرون أن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير ينفذ سياسة ممنهجة لإهانة الأسرى الفلسطينيين، تقوم على معاملتهم كالحيوانات -على حد وصفهم- من خلال حرمانهم من الطعام والماء ومن أبسط الحقوق الإنسانية، مؤكدين أن ما جرى في "سدي تيمان" يمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من جرائم الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين.
إليك ماتحتاج معرفته بشأن مصير المدعية الإسرائيلية :
– المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية قدمت استقالتها بعد تسريب فيديو لجنود إسرائيليين يعذبون أسيرا فلسطينيا بوحشية في سجن سدي تيمان الوحشي، الأمر الذي أثار توترا وجدلا داخل الجيش .
– اختفت المدعية ، والشرطة تبحث عنها
– وجدوا… pic.twitter.com/25CuUg3quD— مالك الروقي (@alrougui) November 2, 2025
واختتم مدونون تعليقاتهم بالقول إن ما وقع ولا يزال يقع في سجون الاحتلال يمثل كارثة بأتم معنى الكلمة، مشيرين إلى أن ما ظهر في الفيديو المسرب ليس سوى جزء بسيط من واقع أكثر قسوة مما يسمح للعالم برؤيته.
المصدر:
الجزيرة