في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشف تقرير نشره موقع أكسيوس الأميركي عن صدام محتدم داخل حركة ماغا بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، حيث تتحول مسألة "النقاء الفكري" ومدى ولاء الأعضاء لأيديولوجية اليمين إلى اختبار يهدد وحدة هذا التيار الشعبوي.
ويقول الموقع إن الخلافات الأيديولوجية التي اشتعلت خصوصا حول إسرائيل، فجّرت صراعا داخليا يختبر حدود الشعبوية اليمينية، مع انقسام الأفراد حول أفكار مثل القومية المتطرفة و معاداة السامية والعنصرية والتمييز والتشدد على طريقة ترامب.
ورغم أن شخصية ترامب تبقى الرابط الأهم الذي يحافظ على تماسك الحركة، فإن الانقسامات باتت علنية بشأن من يستحق دخول ماغا ، ومن ينبغي عزله أو التشكيك في ولائه واتساقه مع "روح الحركة".
وتشير أكسيوس إلى أن دعم واشنطن لإسرائيل في حرب غزة أشعل غضب تيار "أميركا أولا" المتشدد، وزاد تصلّب الجناح المؤيد لإسرائيل داخل ماغا، في وقت انتشرت فيه على الإنترنت اتهامات ونظريات تدين النفوذ اليهودي على الولايات المتحدة.
وتوسع الجدل بعد تسريب محادثة خاصة لشباب الجمهوريين في نيويورك ، تضمنت تعليقات عنصرية واعتراف مستشار سابق لترامب بامتلاكه "نزعة نازية"، مما فجّر نقاشا حول من يمكن "إقصاءه" داخل الحركة.
وتبرز مفارقة أساسية -وفق الموقع- فالحركة التي لطالما هاجمت ثقافة "الإلغاء السياسي" عند اليسار، تجد نفسها غارقة في معركة تحاول خلالها تحديد من يتجاوز الخطوط الحمراء للحركة، ومن يستحق البقاء داخلها.
وتضاعفت الأزمة بعد ظهور القومي الأبيض نيك فوينتس في مقابلة مطولة مع الجمهوري تاكر كارلسون، في حديث امتد لساعتين، رغم أن فوينتس معروف بإنكاره المحرقة النازية وانتقاده لما يسميها "اليهودية المنظمة"، وفق الموقع.
وأوضح أكسيوس أن منتقدين داخل معسكر ترامب -أبرزهم مجموعة "تيرنينغ بوينت أميركا" التي أسسها تشارلي كيرك – هاجموا كارلسون لمنحه منصة لفوينتس، معتبرين أن ذلك يضع الحركة في مواجهة صريحة مع خطاب متطرف، في وقت دافع فيه آخرون عن حرية طرح الأفكار دون "إلغاء" أي شخص.
ونقل عن لورا لومر الناشطة المؤيدة لترامب قولها إنّ بعض المتشددين يشككون في انتمائها إلى "ماغا" كونها يهودية، في حين يرى فوينتس أن الصدام بين أنصار إسرائيل والقوميين المسيحيين سيزداد سوءا.
وحسب الموقع، لم تقتصر هذه المواجهة على القاعدة الشعبية، بل شملت مؤسسات محافظة عريقة، فمثلا دافع كيفن روبرتس رئيس "مؤسسة هيريتدج" عن حق كارلسون في استضافة فوينتس، فقوبل بموجة نقد واسعة أدت لتقارير تفيد بتغييرات داخل المؤسسة.
ويدعو الآن بعض حلفاء الحركة إلى ضبط النفس، محذرين من أن التشتت الداخلي يمنح اليسار فرصة لتوحيد صفوفه في وقت ينشغل فيه اليمين بملاحقة خصومه في الداخل، وفق ما كتبه اليميني البارز مات والش من "ديلي واير".
ورغم كل هذه التوترات، يبدو أن الانقسامات لن تهدأ قريبا، حسب الموقع، فالنقاش حول إسرائيل سبق حرب غزة، وزاد لاحقا مع استمرار دعم ترامب لتل أبيب، رغم تعهده سابقا بتقليص تدخل واشنطن الخارجي.
ويحذر التقرير من أن هذه الحرب الداخلية ستتصاعد مع اقتراب نهاية عهد ترامب، إذ سيضطر أي خليفة محتمل مثل جيه ديه فانس نائب الرئيس الأميركي لإثبات "أحقية حمل إرث ماغا"، وسط تهديدات فوينتس وأنصاره بأنهم "سيكونون في انتظاره في ولاية آيوا".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة