آخر الأخبار

رسائل متعددة وراء نشر صواريخ “أوريشنيك” في بيلاروسيا

شارك





موسكو- تستعد بيلاروسيا لنشر منظومة صواريخ "أوريشنيك " الروسية متوسطة المدى على أراضيها، كرد على "التصعيد في المنطقة والتهديدات الراهنة"، كما أعلن ذلك الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو خلال مؤتمر مينسك الدولي الثالث للأمن الأوراسي.

وأشار لوكاشينكو إلى أن عددا من الدول الأوروبية خططت لنشر أنظمة صواريخ متوسطة المدى. ووفقا له، فإن بعضها يسعى إلى حل مشاكله بتحويل اقتصاداته إلى حالة حرب، داعيا إلى إنهاء سباق التسلح ومحذرا من عواقبه الوخيمة.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الدولة في مجلس الأمن البيلاروسي، ألكسندر فولفوفيتش، أن بلاده ستتسلم منظومة "أوريشنيك" بحلول نهاية هذا العام.

معاملة بالمثل

وكانت روسيا قد رفعت حظرها على نشر الصواريخ الأرضية المتوسطة والقصيرة المدى، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في عام 2019 وبدأت نشر صواريخها في أوروبا وآسيا.

وردّت موسكو بإدخال منظومة "أوريشنيك" المُنتَجة بكميات كبيرة من الخدمة العسكرية الروسية، وأُجريت اختبارات قتالية ناجحة عليها في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عندما أصاب صاروخ مصنع "يوجماش" العسكري الأوكراني في منطقة دنيبروبيتروفسك.

وإلى جانب نشر هذا النظام، سيتسلم الجيش البيلاروسي بحلول نهاية العام الحالي لواء هجوم جوي منفصل جديدا سيتمركز في منطقة غوميل، قرب الحدود مع أوكرانيا.

وصاروخ "أوريشنيك" هو صاروخ باليستي متوسط المدى قادر على حمل حمولة تفوق سرعة الصوت. وهو مجهز برؤوس حربية متعددة المناورة تتحرك بسرعات تفوق سرعة الصوت (أكثر من 10 ماخ) مما يُصعّب على أنظمة الدفاع الصاروخي الحديثة اعتراضه.

إعلان

وأغلب مواصفاته الفنية سرية، ويستطيع ضرب أهداف على مدى يصل إلى 5 آلاف كيلومتر، وأثناء طيرانه، يطلق 6 رؤوس حربية تفوق سرعتها سرعة الصوت في آنٍ واحد وتتحرك عند اقترابها من الهدف.

ضرورة دفاعية

يوضح الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين، أن نقل صواريخ "إسكندر" القصيرة المدى إلى بيلاروسيا بدأ عام 2023 ليضمن لها التكافؤ مع جارتها بولندا، التي تشتري أنظمة هيمارس الأميركية.

ويضيف للجزيرة نت أنه بناء على طلب مينسك، نشرت موسكو أيضا أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا.

لكن، على ضوء التصعيد من جانب المنظومة الأوروبية مع روسيا وبيلاروسيا، بات من الضروري نشر صواريخ أوريشنيك الوحيدة القادرة على العمل على مسافات أطول وحل مجموعة واسعة من المشاكل التي لا يستطيع صاروخ واحد حلها.

ويؤكد أن "أوريشنيك" قادرة على الوصول إلى أي نقطة في أوروبا، ويكاد يكون من المستحيل اعتراضها، رغم تطوير أنظمة دفاع صاروخي مختلفة في أوروبا والولايات المتحدة.

ووفق الخبير ليتوفكين، فإن أحدث أنظمة الدفاع الجوي الأوروبية نُشرت عمدا ضد موسكو ومينسك على أراضي قاعدة عسكرية بولندية وفي قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، حيث تنتشر صواريخ " توماهوك " وأخرى متوسطة المدى، مما جعل بيلاروسيا المحاطة بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في وضع صعب، لا سيما أنها تقع بأكملها ضمن نطاق الطيران الأوروبي.

وكلما زاد نشر هذه الصواريخ، يضيف ليتوفكين، قلّ احتمال تدمير الغرب لها في حال نشوب صراع، وزادت احتمالية توجيه ضربة انتقامية. وهذا -برأيه- أحد العوامل الرادعة التي تجبر السياسيين الغربيين على إعادة النظر والتخلي عن الصراع المباشر مع روسيا.

رسالة سياسية

من جانبه، يعتبر الخبير في الشؤون الإستراتيجية نيكولاي بوزين، أن نشر نظام "أوريشنيك" في بيلاروسيا يحمل كذلك إشارة سياسية للغرب.

ويوضح في تعليق للجزيرة نت، أنه في حال عدوان الناتو على بيلاروسيا أو روسيا، يقلّص زمن الطيران إلى القواعد البولندية وأنظمة الدفاع الجوي التابعة للحلف وقاعدة "رامشتاين" الجوية الألمانية عدة مرات، إلى 3 دقائق في بولندا و6 دقائق في ألمانيا.

وستشعر مينسك -حسب بوزين- بأمان أكبر مع نظام صواريخ أوريشنيك الروسي، وهو أمر بالغ الأهمية في ضوء التصريحات الصادرة عن سلطات دول البلطيق وأوروبا الغربية. مضيفا أن جيش بيلاروسيا ليس ضخما جدا وفقا للمعايير الأوروبية.

ويتابع أنه بالنظر إلى خطط (الناتو) للسنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، "نجد أن الحلف يخطط أساسا لصراع عسكري مع روسيا، وهو صراع خطير للغاية. وبطبيعة الحال، نفهم أنه في مثل هذه الحالة، ستكون أراضي بيلاروسيا من بين أولى المناطق التي سيتم الاستيلاء عليها".

إضافة إلى ذلك، يؤكد الخبير بوزين أن نشر نظام "أوريشنيك" في بيلاروسيا يخدم وظيفة إستراتيجية، إذ يضمن استحالة الهجوم عليها نفسها وانفصالها المحتمل عن روسيا.

ووفقا له، فإن توريد الأسلحة إلى مينسك هو جزء من تطوير بنية تحتية موحدة للصواريخ الأسرع من الصوت تغطي كامل أراضي الدولة الاتحادية (روسيا وبيلاروسيا).

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا