تجددت المخاوف مرة أخرى من اندلاع جولة جديدة من المواجهات في قطاع غزة، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي جاءت عقب اجتماع أمني طارئ في تل أبيب، وتوجيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر بتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو قرر توسيع منطقة سيطرة ال جيش الإسرائيلي إلى ما وراء "الخط الأصفر"، فيما اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي حركة حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار واستهداف قوة من الجيش، متوعدا بالرد بقوة.
في المقابل، حملت حركة حماس إسرائيل مسؤولية التصعيد، معبرة عن التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.
وفي حديث لبرنامج "غرفة الأخبار" على قناة "سكاي نيوز عربية"، قال رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية والأبحاث وعضو حزب الليكود، مندي صفدي، إن إسرائيل "ملتزمة بالاتفاق لكنها ترد على أي خرق تقوم به حماس"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة والرئيس ترامب يدعمان حق إسرائيل في الرد على أي استفزاز".
وأضاف أن "إسرائيل لن تتساهل مع الحركة وستتحرك عسكريا لحماية جنودها"، مشيرا إلى أن الحديث عن خرق إسرائيلي "محاولة لتضليل الرأي العام".
في المقابل، اعتبر أستاذ العلوم السياسية الدكتور أمجد شهاب أن التصعيد الإسرائيلي "محاولة من نتنياهو للهروب من أزماته الداخلية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة تحاول ضبط الموقف لكنها تمنح تل أبيب ضوءًا أخضر لمواصلة الهجمات".
خطة ترامب بين التجميد والتصعيد
وحول مصير خطة ترامب التي طرحت كمسار لتسوية النزاع، رأى صفدي أنها "ما زالت قائمة وتشكل أساسا لأي مفاوضات مستقبلية"، بينما شكك شهاب في إمكانية تنفيذها، معتبرا أن "الواقع الميداني في غزة والدمار الهائل يجعل أي خطة سياسية بلا جدوى في ظل استمرار الحرب".
وقال شهاب إن "الواقع الإنساني في غزة كارثي، وأي تصعيد جديد سيعيد القطاع إلى أتون الحرب"،
مضيفا أن "خطة ترامب السياسية فقدت زخمها الميداني بعد الدمار الهائل واستمرار العمليات العسكرية".
ويأتي هذا التوتر في وقت حذّر فيه مراقبون من أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار سيقوّض جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين، ويهدد بإشعال مواجهة جديدة في غزة، وسط تساؤلات حول مستقبل خطة ترامب ومسار التسوية السياسية.
المصدر:
سكاي نيوز