دعا الرئيس السوري أحمد الشرع السوريين إلى المساهمة ببناء بلدهم من جديد، وذلك في تصريح له بعد تفقده سير العملية الانتخابية في أول اقتراع لاختيار أعضاء مجلس الشعب في سوريا منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال الشرع خلال تفقده إحدى الدوائر الانتخابية في العاصمة دمشق اليوم الأحد إن سوريا تمكنت خلال أشهر قليلة من "إنتاج عمل جبار وأن تدخل في عملية انتخابية جديدة".
وأضاف أن السوريين يفخرون بالانتقال من مرحلة الحرب والفوضى خلال بضعة أشهر إلى الانتخابات والتشاركية. لافتا إلى أهمية إجراء الانتخابات في وقت وجيز حتى يكون هناك تمثيل للشعب ومراقبة ومحاسبة للسلطة.
وأشار الرئيس السوري إلى أن هناك الكثير من القوانين المعلقة بحاجة إلى تصويت للمضي قدما في عملية البناء، وأضاف "نحن بحاجة إلى إنجازات جديدة خلال الأيام القادمة من أجل إعادة بناء سوريا"
وقد أعلن رئيس اللجنة العليا السورية للانتخابات نوار نجمة في وقت سابق اليوم بدء فرز الأصوات في عدد من المناطق وإعلان فوز مرشحين.
وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا بانتهاء عمليات تصويت الهيئات الانتخابية في معظم المراكز الانتخابية بالمحافظات السورية، في حين أعلنت اللجنة العليا السورية للانتخابات تمديد الاقتراع لمدة ساعة في كل من العاصمة دمشق ومدن كبرى أخرى.
كما أعلن المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات تمديد عملية التصويت لساعتين إضافيتين في مركز مدينة حمص. في الأثناء أفاد مراسل الجزيرة أن اللجنة الفرعية أعلنت انتهاء التصويت في محافظة دير الزور بالكامل.
من جانبه، قال رئيس اللجنة الفرعية للانتخابات في مدينة اللاذقية محمد ضاما للجزيرة إن أعضاء الهيئة الانتخابية الذين يمثلون كل المكونات الاجتماعية في اللاذقية أدلوا بأصواتهم في الانتخابات. وأضاف أن الانتخابات في اللاذقية شهدت مشاركة نسائية، سواء في الهيئة الناخبة أو في الترشح المباشر لمجلس الشعب.
وقد دعي 6 آلاف ناخب من هيئات انتخابية بمختلف المحافظات للإدلاء بأصواتهم في انتخابات غير مباشرة واختيار ثلثي مقاعد مجلس الشعب البالغ عددها 210 مقاعد، على أن يُعيَن الثلث المتبقي (70 مقعدا) بمرسوم من رئيس الجمهورية.
وانطلقت صباح اليوم الأحد أول انتخابات لمجلس الشعب في سوريا منذ سقوط نظام الأسد.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن المراكز الانتخابية المعتمدة في محافظات البلاد فتحت أبوابها لعملية الاقتراع واستقبال أعضاء الهيئات الناخبة للإدلاء بأصواتهم، في حين أعلنت وزارة الداخلية تأجيل الاقتراع بمحافظات السويداء والرقة والحسكة لأسباب أمنية.
وأفادت القناة الإخبارية الرسمية بأن بعثات دبلوماسية وصلت إلى دائرة الانتخابات في دمشق للاطلاع على سير الانتخابات، مضيفة أن وحدات من قوى الأمن الداخلي انتشرت في عدد من الساحات الرئيسية في المدن السورية لتأمين سير عملية الاقتراع.
ويتنافس في الانتخابات 1578 مرشحا، منهم نحو 14% من النساء، عرضوا برامجهم في ندوات ومناظرات خلال أسبوع.
وتشكل الكفاءات وأصحاب التخصصات المتنوعة 70% من الهيئات الناخبة، مقابل 30% من أعيان ووجهاء يمثلون شرائح اجتماعية واسعة.
وتقول السلطات إنها لجأت إلى هذا النظام بدلا من الاقتراع العام للافتقار إلى بيانات موثوقة للسكان وبسبب نزوح ملايين السوريين بسبب الحرب.
وتبلغ مدة ولاية مجلس الشعب 30 شهرا قابلة للتجديد، وذلك ضمن مرحلة انتقالية تمتد إلى 4 سنوات مع إمكانية تمديدها سنة إضافية.
ويتولى هذا المجلس مهام اقتراح القوانين وإقرارها، وتعديل أو إلغاء القوانين السابقة، والمصادقة على المعاهدات الدولية، وإقرار الموازنة العامة للدولة، والعفو العام.
وسيتولى المجلس دورا تأسيسيا عبر تشكيل لجنة لإعداد دستور دائم يُنتظر أن يُعرض على استفتاء عام عندما تتوفر ظروف الأمن والاستقرار لإيصاله إلى جميع المواطنين، وبعد اعتماده تُجرى انتخابات برلمانية ومحلية ورئاسية.
وتأتي هذه الانتخابات بعد 3 أشهر من إصدار الرئيس السوري أحمد الشرع في 13 يونيو/حزيران الماضي المرسوم رقم 66 لعام 2025 القاضي بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.