في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أوردت صحيفة تلغراف البريطانية في تقرير لها، أن الملك تشارلز الثالث لعب دورا محوريا في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتغيير موقفه من أوكرانيا في حربها ضد روسيا .
وكان ترامب قد صرح الأسبوع المنصرم بأن أوكرانيا قادرة على الانتصار في الحرب ضد روسيا وأنها في وضع يمكّنها من استعادة جميع أراضيها من القوات الروسية.
ونسب التقرير، الذي أعده جو بارنز مراسل الصحيفة في بروكسل وهانا فيرنس محررة الشؤون الملكية، إلى أندري ييرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، القول إن المحادثات الخاصة التي جرت بين الملك وترامب خلال الزيارة الرسمية الأخيرة كانت "مهمة للغاية" وأسهمت بشكل واضح في تغيير الموقف الأميركي.
وقال ييرماك "أود أن أذكر أن زيارة الرئيس ترامب إلى بريطانيا كانت زيارة عظيمة، وأنا أعلم موقف جلالة الملك، وكذلك موقف رئيس الوزراء كير ستارمر ، وأولئك الذين التقى بهم ترامب.. لقد كان لذلك أهمية كبيرة".
وذكر التقرير أن تصريح ترامب شكّل تحولا جذريا عن مواقفه السابقة التي طالما شدّد فيها على أن أوكرانيا ينبغي أن تتنازل عن جزء من أراضيها لموسكو من أجل إنهاء الحرب.
وأضاف أن هذا التغيير جاء مباشرة عقب لقاء جمع ترامب بزيلينسكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
لكن مصادر دبلوماسية أشارت، وفقا لتلغراف، إلى أن المحادثات الخاصة التي أجراها الملك مع ترامب خلال زيارته إلى بريطانيا لم تكن مصادفة في هذا التوقيت، وأنها لعبت دورا مهما في إعادة صياغة موقف الرئيس الأميركي.
وأوضح التقرير أن الملك تشارلز استضاف ترامب وزوجته في قلعة وندسور، حيث أمضيا وقتا طويلا مع العائلة المالكة. فقد تناولا معا الغداء والعشاء، كما رافقهما الملك في يوم كامل من الأنشطة الرسمية وغير الرسمية.
وفي مأدبة الدولة التي أُقيمت على شرف الرئيس الأميركي، ألقى الملك خطابا اتسم بنبرة سياسية واضحة، وأشار فيه إلى أوكرانيا مرة واحدة بالاسم، مؤكدا على الروابط العميقة بين بريطانيا والولايات المتحدة في مجالات الدفاع والأمن والاستخبارات.
وقال الملك في خطابه مخاطبا ترامب "بلدانا تجمعهما أوثق علاقة في مجالات الدفاع والأمن والاستخبارات. في حربين عالميتين، قاتلنا معا لهزيمة قوى الطغيان. واليوم، ومع عودة الطغيان لتهديد أوروبا، نقف نحن وحلفاؤنا معا لدعم أوكرانيا، لردع العدوان وتأمين السلام".
وكشفت تلغراف أيضا أن الرئيس الأوكراني استغل اجتماعه مع ترامب في نيويورك ليطلب من واشنطن تزويد بلاده بصواريخ توماهوك القادرة على ضرب موسكو.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن زيلينسكي أوضح لنظيره الأميركي أن امتلاك أوكرانيا لهذا السلاح المتطور من شأنه أن يجبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.
وحتى الآن، لم يتضح ما إذا كان ترامب سيوافق على هذا الطلب، غير أن تصريحات زيلينسكي لموقع أكسيوس الإخباري الأميركي أوحت بأن ترامب بدا متجاوبا مع الفكرة.
وأكد ييرماك أنهم سمعوا للمرة الأولى موقفا صريحا وإيجابيا للغاية بشأن بعض الأسلحة التي تُعتبر مهمة جدا بالنسبة لأوكرانيا للدفاع ومواصلة القتال. "لم نسمع مثل هذا الموقف من قبل، وهذا تقدم كبير".
يُذكر أن الملك تشارلز كان وما زال من أبرز الداعمين لمقاومة أوكرانيا ضد الغزو الروسي. ففي مارس/آذار الماضي، استضاف زيلينسكي في قصر ساندرينغهام لتناول الشاي، وذلك بعد أيام قليلة من مواجهة صعبة له مع ترامب ونائبه جي دي فانس في البيت الأبيض .
وقال التقرير إن ترامب، المعروف بولعه بالبريطانيين وبالعائلة الملكية، بدا مستمتعا بالضيافة الملكية. وفي خطابه خلال مأدبة العشاء الرسمية، وصف الملك تشارلز بأنه "رجل مميز جدا جدا".
من جهة أخرى، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن ماركو روبيو ، وزير الخارجية الأميركي، أبلغ نظراءه الأوروبيين بأن التغيير في لهجة ترامب تجاه أوكرانيا يجب النظر إليه "بأكبر قدر ممكن من الإيجابية".
وأضافت المصادر أن ترامب أصبح "غاضبا جدا" من بوتين لأنه تجاهل محاولاته المتكررة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات و6 أشهر.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لصحيفة تلغراف إنه إذا كان بوتين "ذكيا"، فعليه أن يسعى بشكل عاجل لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب التي ألحقت أضرارا جسيمة بسمعة روسيا.