آخر الأخبار

توتر بين الناتو وروسيا.. هل تقترب الحرب من أوروبا الشرقية؟

شارك
الناتو يستنفر.. هل تقرع طبول الحرب؟

شهدت الساحة الدولية تصاعدًا ملحوظًا في التوتر بين حلف "الناتو" وروسيا، على خلفية اتهامات غربية متكررة لروسيا بانتهاك المجال الجوي لدول الحلف، إلى جانب تصعيد الهجمات بالطائرات المسيرة داخل أوكرانيا.

هذه التطورات أثارت تساؤلات حول مدى اقتراب المواجهة المباشرة بين موسكو وحلف الناتو، ومدى استعداد الأطراف لتفادي سيناريو التصعيد العسكري المفتوح، وحتى النووي.

تصعيد جوي جديد.. الطائرات الروسية تخترق أجواء الناتو

إستونيا اتهمت روسيا بإرسال ثلاث مقاتلات من طراز "ميغ 31" للاختراق فوق خليج فنلندا، حيث بقيت الطائرات في الأجواء لمدة 12 دقيقة.

وفقًا لمسؤولين، فإن هذه الانتهاكات تتزامن مع نشاط مكثف لمراقبة أجواء دول البلطيق من قبل إيطاليا و السويد وفنلندا، إضافة إلى أول طلعة دفاع جوي لحلف الناتو فوق بولندا نفذتها بريطانيا ضمن مهمة "الحارس الشرقي".

وزارة الدفاع البولندية أوضحت أن الطائرتين من طراز "تايفون" قامتا بدوريات روتينية، مضيفة أن هذا التحرك يأتي ردا على ما وصفته بـ"أخطر انتهاك للمجال الجوي للحلف" من قبل روسيا، مع الإشارة إلى أن أي تصعيد روسي سيُواجه بالتزام أميركي بالدفاع عن بولندا ودول البلطيق وفق تصريحات الرئيس دونالد ترامب.

في المقابل، صدرت تصريحات متباينة من البيت الأبيض حين أسقطت طائرات الناتو طائرات مسيرة روسية اخترقت الأجواء البولندية، مشيرة إلى أن الانتهاك قد يكون غير مقصود، في حين رأى الكرملين أن الغرب يسعى لتصعيد الأزمة وتحميل روسيا مسؤولية التصعيد، متجاهلا الجهود الروسية للوصول إلى تسوية سلمية داخل أوكرانيا.

مهمة الناتو لتعزيز الدفاعات في أوروبا الشرقية

أعلن الناتو رسميا في 12 سبتمبر عن إطلاق عملية "الحارس الشرقي"، بقيادة الأمين العام مارك روته، في أعقاب اختراق طائرات مسيرة روسية المجال الجوي البولندي.

الهدف من العملية تعزيز دفاعات الحلف على الجناح الشرقي ضد التهديدات الجوية المتزايدة، بما يشمل تدريبات مشتركة ومراقبة دورية للمجال الجوي.

البرلمان البولندي أشار إلى أن العملية تأتي في إطار الالتزام بالميثاق الرابع للناتو، الذي ينص على تقديم المساعدة في حال تعرض أي عضو لهجوم.

ومع ذلك، حذر محللون من أن "الحارس الشرقي" قد يكون مقدمة لمواجهة محتملة، في حال استمرت الانتهاكات أو تصاعدت الأعمال العدائية الروسية أو الغربية.

تحليل الخبراء.. روسيا لن تبقى مكتوفة الأيدي

قال الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف خلال حديثه إلى "التاسعة" على سكاي نيوز عربية: "لم تقدم الدول الغربية أي دليل ملموس على أن الاختراقات الجوية الروسية وقعت فعلا. وحتى إذا تأكدت مثل هذه الوقائع، فإن روسيا في هذه الحالة محقة في الرد، فلا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي أمام تهديدات واضحة، بما في ذلك استهداف المدن الروسية، وخصوصًا العاصمة موسكو".

وأشار سيدروف إلى أن دول البلطيق مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تقود ما وصفه بـ"الهجمة الاستراتيجية ضد روسيا"، لكنها قد لا تدرك تداعيات مثل هذه التحركات على الأمن الإقليمي والدولي.

وأكد أن القيادات الغربية لا ترغب في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، معتبرا أن التصعيد الحالي يظل في نطاق التحذيرات والدلالات الرمزية، بعيدا عن تجاوز الخط الأحمر الذي قد يؤدي إلى مواجهة نووية.

المناورات الروسية والبيلاروسية.. رسائل سلام أم تهديدات؟

علق سيدروف على تصريحات رئيس الوزراء البولندي حول المناورات الروسية البيلاروسية قائلاً إن روسيا أعلنت عنها مسبقًا وتقوم بها بشكل دوري كل 4 سنوات، ونقلت مكانها بعيدًا عن الحدود مع بولندا، مع تقليص عدد المشاركين العسكريين، في محاولة لتفادي توتر إضافي.

وأوضح أن هذه الإجراءات تشير إلى عدم وجود نوايا عدوانية من روسيا تجاه دول الناتو، وأن ما يحدث هو في إطار الدفاع عن مصالحها الإستراتيجية، بينما التحركات الغربية تعكس عزيمة على فرض مواجهة أو على الأقل إرسال رسائل قوية لموسكو.

المعضلة الأوكرانية وتأثيرها على أوروبا الشرقية

يبقى الملف الأوكراني هو البؤرة التي تغذي التوتر بين روسيا والناتو. روسيا تعتبر تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتصر على ضرورة التوصل إلى حل سياسي وسلمي، بينما يرى الغرب أن دعم كييف يحد من النفوذ الروسي ويعيد التوازن الإستراتيجي في المنطقة.

تحليل الخبراء يشير إلى أن أي مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو لا يرغب فيها أحد، لكنها قد تتصاعد بفعل الحسابات الخاطئة أو التقديرات الخاطئة لسلوك الطرف الآخر، لا سيما مع استمرار التدريبات العسكرية المكثفة والانتهاكات الجوية المتبادلة.

هل الطريق مفتوح لحرب شاملة؟

بين التحركات الجوية المتبادلة، والخروقات الروسية، وتصعيد الناتو على الجناح الشرقي، يبدو أن المشهد الأوروبي يشهد مرحلة دقيقة للغاية.

التحذيرات الروسية من مغبة التصعيد، والتمسك بالحوار السلمي، تتقاطع مع استعداد الحلف لتأمين دفاعاته، مما يخلق حالة من التوتر المستمر.

يبدو أن الخيار السلمي ما زال قائمًا، لكن أجواء التوتر المتصاعدة بين الناتو وروسيا قد تجعل أي شرارة صغيرة كافية لإشعال مواجهة أكبر، قد تمتد لتشمل أبعادًا استراتيجية وعسكرية غير مسبوقة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا