آخر الأخبار

الصين وغزة.. الخطاب مؤيد للفلسطينيين والتجارة مع إسرائيل

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في وقت تعيث إسرائيل تدميرا وإبادة جماعية في قطاع غزة ، يحلم الكثيرون برؤية الصين تستعيد موقفها المناهض للاستعمار والإمبريالية وتدخل في مواجهة مع تل أبيب .

لكن ذلك التطلع يصطدم، وفق الدورية الفرنسية لوموند ديبلوماتيك، مع حقيقة الدور الذي تنوي بكين لعبه على الساحة الدولية في السنوات القادمة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 صحف عالمية: الضفة ستكون جوهر أي دولة فلسطينية ولكن إسرائيل جزأتها
* list 2 of 2 طولها 14 مترا.. أوكرانيا تدمر مركبة روسية متعددة الاستخدامات end of list

وفي مقال بقلم رينو لامبرت ومريم لعريبي في نسخة شهر سبتمبر/أيلول، تنقل المجلة عن عديد المراقبين تساؤلهم: لماذا لا تفعل الصين شيئا من أجل غزة؟

وتتساءل الدورية من جانبها: هل هذا التقاعس الصيني مبرر؟ وتشير إلى أن إسرائيل طلبت من الصين أن تصنف الهجوم على غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عملا "إرهابيًا" لكن بكين رفضت ذلك.

وفي 22 فبراير/شباط 2024، ألقى المستشار القانوني لوزارة الخارجية الصينية، ما شينمين، كلمة أمام محكمة العدل الدولية أكد فيها أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يعود بجذوره إلى الاحتلال الطويل للأراضي الفلسطينية"، وأن استخدام الشعب الفلسطيني للقوة لمقاومة الاضطهاد الأجنبي وتحقيق إقامة دولة مستقلة هو حق غير قابل للتصرف، وراسخ في القانون الدولي ".

https://www.youtube.com/shorts/piFFN9RS9Ag?feature=share

ومنذ بداية المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، أيدت الصين جميع قرارات الأمم المتحدة الداعية لوقف إطلاق النار .

وفي يوليو/تموز 2024، رعت بكين اتفاقًا بين 14 فصيلا فلسطينيا، من بينها فتح وحماس ، لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" في غزة عقب انتهاء الصراع.

الصين لم توقع على البيان الختامي لمجموعة لاهاي الذي يدعو إلى منع توريد أو نقل الأسلحة والذخائر والوقود العسكري والمعدات العسكرية ذات الصلة والسلع ذات الاستخدام المزدوج إلى إسرائيل

وفي خطوة دبلوماسية أخرى، شاركت بكين العام الجاري في قمة دولية نظمتها مجموعة لاهاي (جنوب أفريقيا، بوليفيا، كولومبيا، كوبا، هندوراس، ماليزيا، ناميبيا ، والسنغال ) في بوغوتا "للانتقال من الأقوال إلى الأفعال في وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب على الساحة الدولية".

لكن بكين لم توقع على البيان الختامي للقمة الذي دعا إلى "منع توريد أو نقل الأسلحة والذخائر والوقود العسكري والمعدات العسكرية ذات الصلة والسلع ذات الاستخدام المزدوج إلى إسرائيل".

التجارة مع إسرائيل

وخلافا لتلك المواقف الدبلوماسية، تلاحظ الدورية الفرنسية أن الصين تواصل معاملاتها التجارية مع إسرائيل باعتبارها ثاني أكبر شريك اقتصادي لهذا البلد بعد الولايات المتحدة، ومصدرها الرئيسي للواردات.

إعلان

ومن تجليات ذلك التعاون الاقتصادي أن شركة تشغيل الموانئ "ميناء شنغهاي الدولي" تسيطر على محطة حاويات آلية في ميناء حيفا منذ عام 2021.

فريدمان: الصين ليست صادقة في تصريحاتها حول تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي

وحول التباين بين الأفعال والأقوال، تنقل الدورية الفرنسية عن إيلي فريدمان، الأستاذ بجامعة كورنيل، قوله إن ذلك الموقف يؤكد أن الصين ليست صادقة في تصريحاتها حول تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي .

ورغم إقرار المجلة بأن النفاق ليس غائباً في العلاقات الدولية، فإنها ترى أن ذلك العامل لا يكفي لتحليل تطور موقف الصين، الذي انتقل من مناهضة الاستعمار في الأيام الأولى للجمهورية الشعبية (1949) إلى "التقاعس" الذي يميز مواقفها اليوم.

وتذكر المجلة بأن الزعيم الصيني ماو تسي تونغ قال في مارس/آذار 1965 إن "إسرائيل وفورموزا ( تايوان ) هما قاعدتا الإمبريالية في آسيا"، وجاء ذلك التصريح أثناء استقبال وفد من منظمة التحرير الفلسطينية ، التي كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بها.

وبعد ذلك بنحو 10 سنوات، وعلى خلفية تقاربها مع الولايات المتحدة ، بدأت الصين التخفيف من حدة خطابها المناهض للإمبريالية لكن موقفها ظل ثابتا تجاه إسرائيل: لا علاقات دبلوماسية مع تل أبيب حتى "تُعيد الأراضي التي استولت عليها بالقوة".

مراجعة السياسة

لكن مع وصول دينغ شياو بينغ إلى السلطة في عام 1978 بدأت الصين تراجع سياساتها، وشرع الحزب الشيوعي الصيني في إعادة تعريف أولوياته التي أصبحت مبنية على "الانتقال من الصراع الطبقي إلى الإنتاجية، ومن الانغلاق إلى الانفتاح".

ورغم ذلك ظلت بكين على نفس مواقفها في قضايا الشرق الأوسط وعند إعلان دولة فلسطين في الجزائر عام 1988 اعترفت بها بكين فورا.

وفي السنوات القليلة الموالية، تكتب لوموند ديبلوماتيك، وبسبب تراجع الدعم العربي للقضية الفلسطينية، تخلّت الصين عن معاداتها للصهيونية، ودعت إلى حل الدولتين . وفي يناير/كانون الثاني 1992، أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وترى المجلة في تلك التحولات جذور الموقف الصيني مما حدث في السابع أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاه، ويتمثل ذلك الموقف في تأييد الفلسطينيين مع الأخذ بعين الاعتبار مطالب "الانفتاح".

وهنا تتساءل لوموند ديبلوماتيك: مع تحول الحرب في غزة إلى إبادة جماعية، لماذا لا تعارض الصين المعسكر الغربي الملتف حول إسرائيل، وتعلن دعمها المباشر لسكان غزة، خاصة أنها لم تعد تتردد في إدانة الإمبريالية الأميركية داخل مجموعة البريكس ؟

وفي هذا الصدد تنقل المجلة عن باحث صيني فضل عدم الكشف عن هويته قوله إنه "من الصعب تصور الإجراء الذي يمكن أن تتخذه الصين في حين أن الدول العربية نفسها لا تفعل شيئا".

السلطات أو وسائل الإعلام الصينية الرسمية لا تستخدم مصطلح " الإبادة الجماعية لوصف ما يحدث في غزة

ومن جانبها تؤكد الباحثة لين جينغ من جامعة سنغافورة أن تدخل الصين المباشر في أزمات الشرق الأوسط "سيتناقض مع المبادئ التي لطالما تبنتها، وسيُهدد بتشويه صورتها باعتبارها قوة مستقرة غير منحازة تُعطي الأولوية للتعاون الاقتصادي والتنمية على التنافس الجيوسياسي".

وتخلص الدورية الفرنسية إلى أن الجنون القاتل الذي تمارسه إسرائيل في غزة لا يكفي لإعادة ترتيب الأولويات الصينية وأهمها الاستقرار الداخلي وضمان النمو الاقتصادي ، ولذلك، فإنها تعمل على الحفاظ على أفضل علاقات تجارية ممكنة مع إسرائيل والولايات المتحدة في سياق مفاوضات حاسمة بشأن التجارة الدولية.

إعلان

وهذا ربما يفسر، في نظر لوموند ديبلوماتيك، سبب عدم استخدام السلطات أو وسائل الإعلام الصينية الرسمية مصطلح " الإبادة الجماعية "، دون أن تستبعد أن بكين تخشى أن تلك الخطوة قد تتحول ضدها مع اتهام البعض لها بارتكاب إبادة جماعية في إقليم شينجيانغ.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا