آخر الأخبار

جنوب أفريقيا تتجاوز ترامب عبر "دبلوماسية محلية"

شارك

توقف وزير العلاقات الدولية، رونالد لامولا، في ولاية كاليفورنيا في طريقه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تحول عن النهج المعتاد الذي يركز على واشنطن العاصمة.

تعيد جنوب أفريقيا التفكير في إستراتيجيتها لعلاقاتها مع الولايات المتحدة، مفضّلة التواصل المباشر مع الولايات الغنية والصديقة بدلاً من الاعتماد على علاقاتها مع الرئيس دونالد ترامب لتحسين الوضع.

فقد فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 30% على جنوب أفريقيا، كما تم تقديم مشاريع قوانين في مجلسي الشيوخ والنواب قد تفرض عقوبات محددة على قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وتراجع العلاقات بين البلدين.

مصدر الصورة حاويات شحن تحمل بضائع موجهة إلى أسواق حول العالم تنتظر الشحن بميناء بمدينة كيب تاون، جنوب أفريقيا (أسوشيتد برس)

"دبلوماسية محلية"

قال المتحدث باسم وزارة العلاقات الدولية، كريسبين فيري، لمجلة أفريكا ريبورت "نحن نعيد ضبط وتوسيع شراكة جنوب أفريقيا والولايات المتحدة من خلال الدبلوماسية المحلية".

وأضاف "نحن نبني شبكات مرنة وموجهة نحو المستقبل على مستوى الولايات والمدن".

في يوم الأربعاء، التقى الوزير لامولا عمدة مدينة لوس أنجلوس، كارين باس، ومؤسسة التنمية الاقتصادية في المدينة، وهما "لاعبان رئيسيان في مسعى جنوب أفريقيا لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاعات ذات اهتمام مشترك"، بحسب فيري.

وأوضح أن "الهدف الأساسي كان الترويج بقوة لجنوب أفريقيا كوجهة جذابة للاستثمار".

شملت القطاعات التي تمت مناقشتها الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والسياحة، بما يتماشى مع أجندة كاليفورنيا التي تركز على الابتكار والاستدامة. وتُعد كاليفورنيا رابع أكبر اقتصاد في العالم.

مصدر الصورة الرئيس دونالد ترامب يلتقي رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بالبيت الأبيض في مايو الماضي (أسوشيتد برس)

كما التقى لامولا أفرادا من الجالية الجنوب أفريقية في لوس أنجلوس، من بينهم مسؤولون تنفيذيون، وأكاديميون، ورواد أعمال، ومبدعون، بمن فيهم العاملون في صناعة السينما. واعتبر فيري أن هذه الجالية "تمثل رأس مال دبلوماسي وثقافي غير مستغل".

إعلان

الهدف هو تعبئة هؤلاء الجنوب أفريقيين الذين وصفهم لامولا بأنهم "وطنيون" في مقطع نُشر على منصة إكس ليكونوا "شركاء رسميين في الترويج للاستثمار والدبلوماسية العامة".

تجاوز ترامب

كانت هذه الزيارة بمثابة توازن مضاد للدبلوماسية العدائية التي تعرضت لها جنوب أفريقيا من ترامب، عندما واجه الرئيس سيريل رامافوزا بـ"أدلة" مزعومة على إبادة جماعية للبيض، تضمنت تقارير إعلامية عن الجريمة في جنوب أفريقيا، وهتافات معادية للبيض من زعيم حزب المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية، جوليوس ماليما، وصور موت من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما كثّف ترامب برنامجا لاستقبال "لاجئين" بيض من هذه الإبادة المزعومة.

وقال لامولا إنه "رغم الجدل الذي أثارته زيارة البيت الأبيض، فإن جميع الجنوب أفريقيين، السود والبيض، ما زالوا يقفون معا عبر الخطوط العرقية لبناء وطنهم".

من جانبها، قالت كارين باس إن تغلب جنوب أفريقيا على نظام الفصل العنصري يعني الكثير للأميركيين من أصل أفريقي في بلادها. وأضافت "أنتم مرحب بكم هنا"، وفقا لمقطع فيديو آخر على منصة إكس.

مصدر الصورة سفير جنوب أفريقيا السابق لدى الولايات المتحدة، إبراهيم رسول، يلقي كلمة أمام نادي الصحافة في كيب تاون (غيتي)

لم تعيّن جنوب أفريقيا بعد سفيراً بديلا لإبراهيم رسول، الذي طُرد من قبل ترامب بسبب تصريحات أدلى بها في ندوة عبر الإنترنت.

فشل مبعوث رامافوزا الخاص، رئيس مجلس إدارة شركة "إم تي إن"، مسيبيسي جوناس، في الحصول على تأشيرة، ويحاول أداء مهامه من خارج الولايات المتحدة.

تتمتع جنوب أفريقيا بتمثيل دبلوماسي في مدن أميركية رئيسية، بما في ذلك لوس أنجلوس، حيث ساعدت القائمة بالأعمال، فينيشيا سميت، في تنظيم الاجتماعات.

العلامة التجارية؟

في الوقت نفسه، كان وزير التجارة والصناعة والمنافسة، باركس تاو، في واشنطن العاصمة هذا الأسبوع، حيث واصل فريقه المحادثات مع إدارة ترامب لخفض التعريفة الجمركية البالغة 30% التي فُرضت على البلاد الشهر الماضي.

وأوضح أن "الهدف الأساسي كان الترويج بقوة لجنوب أفريقيا كوجهة جذابة للاستثمار".

هذه التعريفة الجمركية تعادل ضعف تلك المفروضة على معظم الدول الأفريقية الأخرى، ومن المتوقع أن تؤثر سلبا على قطاعات مثل الزراعة وصناعة السيارات.

مصدر الصورة أعضاء حركة مناهضة الفصل العنصري يحيون الذكرى العاشرة لمجزرة شاربفيل بإعادة تمثيل رمزية أمام مقر جنوب (غيتي)

قالت وزيرة شؤون الرئاسة، كومبودزو نتشافيني، يوم الخميس في بريتوريا، إن هذه المحادثات تشهد زخما متزايدا.

وقالت "براند ساوث أفريكا"، الذراع الحكومية للدبلوماسية الاقتصادية، في بيان، إن وجود فريق الوزراء الجنوب أفريقي، بقيادة رامافوزا، في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل "هو جهد منسق لإعادة بناء الثقة وتأكيد مكانتنا كمركز الاستثمار الرائد في أفريقيا، لا سيما في السوق الأميركية".

وسيستضيف تاو، بالتعاون مع القنصلية الجنوب أفريقية في نيويورك، "طاولة استثمارية".

كما ستكون هناك "طاولة أعمال" تسلط الضوء على المشاريع القابلة للتمويل وقصص نجاح القطاع الخاص.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا