أكد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، الإثنين، التضامن المطلق مع قطر بعد الهجوم الإسرائيلي الذي أشارت القمة إلى أنه يمثل عدوانا على جميع الدول العربية والإسلامية.
وحذر البيان الختامي من أن ممارسات تل أبيب تقوّض فرص تحقيق السلام في المنطقة.
ودعت القمة إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل بعد استهدافها مسؤولين من حركة حماس في قطر التي تشارك في الوساطة حول الحرب في قطاع غزة.
ودعا البيان الختامي الذي صدر عن القمة "جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب، ومساءلتها عن انتهاكاتها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها".
وأضاف البيان أن "هذا العدوان على مكان محايد للوساطة لا ينتهك سيادة قطر فحسب، بل يقوّض أيضا عمليات الوساطة وصنع السلام الدولية، وتتحمّل إسرائيل التبعات الكاملة لهذا الاعتداء".
كذلك، دعا البيان الى "تنسيق في الجهود الرامية الى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة"، كون انتهاكاتها تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.
وأشاد البيان بـ"الموقف الحضاري والحكيم والمسؤول الذي انتهجته دولة قطر في تعاملها مع هذا الاعتداء الغادر، وبالتزامها الثابت بأحكام القانون الدولي، وإصرارها على صون سيادتها وأمنها والدفاع عن حقوقها بالوسائل المشروعة كافة".
كما طالب البيان بدعم الجهود التي تبذلها الدول التي تقوم بدور الوساطة، وفي مقدمتها قطر ومصر والولايات المتحدة، من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، والتأكيد في هذا السياق على الدور البنّاء الذي تتطلع إليه دولة قطر، وما تقوم به من جهود مقدّرة في مجال الوساطة وما يترتب عليها من آثار إيجابية في دعم مساعي إرساء الأمن والاستقرار والسلام.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال أعمال قمة الدوحة، إن الهجوم الإسرائيلي على قطر اعتداء سافر وخطير على سيادة البلاد، مضيفا أن الطرف الذي يقدم على اغتيال من يتفاوض معهم، يريد إفشال المفاوضات.
وأكد أمير قطر أن بلاده عازمة على فعل كل ما يلزم للحفاظ على سيادتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
ودعا أمير قطر إلى ضرورة عدم الاكتفاء بعقد قمة طارئة بل اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة ما وصفه بحالة جنون القوة التي أصيبت بها حكومة إسرائيل.
من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن تصرفات إسرائيل الحالية تضع العراقيل أمام أي فرص لأي اتفاقيات سلام جديدة، بل وتجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة، داعيا إلى اتخاذ مواقف تغير من نظرة من وصفه بالعدو تجاه الدول العربية والإسلامية.
وبدوره، قال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، إن إسرائيل تتمادى بالاعتداء على قطر وتواصل اعتداءاتها في غزة وسوريا ولبنان.
وأعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن إدانته للهجوم الإسرائيلي على الدوحة وأكد وقوفه إلى جانب قطر.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال إن حكومة نتنياهو تجرّ المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار.
وأوضح أردوغان أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تستمد قوتها من عدم تعرضها للمحاسبة.
وجددت دولة الإمارات، في كلمة وُزِّعت خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة، تأكيد وقوفها الكامل إلى جانب قطر في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي على أراضيها وفي كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وسيادتها.
وشددت الإمارات على أهمية التمسك بمركزية القانون الدولي واحترام سيادة الدول كونه سبيلا لردع إسرائيل وإحلال السلام.
وأكدت أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون بين الدول للحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها وتحقيق التنمية والازدهار.
كما دعت المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لردع إسرائيل.