أعادت تصريحات المتحدث، باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية، لحقوق الإنسان جيريمي لورنس، في المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف الجمعة 22 آب/أغسطس، عن عمليات قتل واسعة للمدنيين في مدينة الفاشر السودانية، الواقعة في ولاية شمال دارفور، ومخيم أبو الشوك المحاذي لها، أعادت تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المدينة، التي ترزخ تحت الحصار منذ مايزيد على العام .
وكان جيريمي لورنس قد قال في مؤتمره الصحفي : "شهدت مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك هجمات وحشية شنتها قوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 مدنيًا خلال 10 أيام حتى حلول الـ ـ20 من أغسطس الجاري"، وأعرب لورنس عن فزعه من تلك الهجمات قائلا:"نشعر بالفزع بشكل خاص من أن من بين أحدث موجة من عمليات قتل المدنيين، يبدو أن 16 حالة منها ،كانت حالات إعدام بإجراءات موجزة."
وأضاف لورنس أن هذه الهجمات "غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورا". مشيرا إلى أن الوضع في الفاشر، وصل إلى "نقطة حرجة"، بعد أكثر من عام من الحصار، وإن هناك خطرا متزايدا من المجاعة، في كل من المدينة ومناطق أخرى في شمال دارفور.
وتمثل تصريحات المتحدث، باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قمة جبل الجليد، في مجال الحديث عن المأساة الإنسانية لسكان المدينة، التي تعيش وضعاً إنسانياً يصفه متطوعون بالحرج، جراء الحصار المستمر لأكثر من عام، وتوقف دخول القوافل الإنسانية والتجارية، وانقطاع الكهرباء والمياه، وشبكة الاتصالات منذ قرابة العامين.
معارك محتدمة
في سياق التطورات على الأرض، أشارت عدة تقاير إعلامية سودانية، إلى اشتداد حدة المعارك، التي تشهدها مدينة الفاشر على مدى الايام الماضية، بين الجيش السوداني وحلفائه، من القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة من جانب، وقوات الدعم السريع من الجانب الآخر .
ونقلت التقارير عن مصادر قولها، إن قوات الدعم السريع، أطلقت عدة قذائف بصورة متواصلة ومكثفة، على تجمعات الجيش بمطار المدينة وأحياء سكنية، واقعة في الجهة الشمالية، كما سُمع دوي انفجارات وأصوات أسلحة ثقيلة ومتوسطة، في المحور الشمالي الشرقي، الذي يضم أحياء نيفاشا وأبوجا، ومعسكر أبوشوك للنازحين، مع استمرار تحليق المسيرات في سماء المدينة.
وتسعى قوات الدعم السريع، للسيطرة على الفاشر، التي تعتبر آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، عبر هجمات متتالية في حين تواجه مقاومة من قوات الجيش الساعية إلى فك الحصار،الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة، غير أن اشتباكات الطرفين بالاسلحة الثقيلة تعرض المزيد من المدنيين لخطر الموت.
جوع وانهيار صحي
وبجانب الوضع المتردي في الفاشر، الذي تتحدث عنه وكالات الإغاثة الدولية، والمتمثل في توقف دخول القوافل الإنسانية والتجارية، وانقطاع الكهرباء والمياه، وشبكة الاتصالات منذ قرابة العامين، يعد نقص الأدوية وانهيار القطاع الصحي في المدينة، والذي دُمر بفعل الهجمات المتبادلة، جانبا أخطر للمأساة، وفق تقرير لمراسل البي بي سي في السودان محمد عثمان.
وينقل التقرير عن شبكة أطباء السودان، التي تعمل في مجال العمل الإنساني الطبي، قولها في بيان إن "الوضع في الفاشر ينذر بكارثة إنسانية بسبب انعدام المعينات الطبية والأدوية"، ويُضيف البيان، الذي نُشر على حساب شبكة أطباء السودان في فيسبوك، أن "آلاف المواطنين يواجهون خطر الموت بسبب النقص التام في الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة، وسط تزايد مستمر للحالات المرضية والإصابات، وعجز الكوادر الطبية عن تلبية احتياجات المرضى".
على الجانب الآخر تشير تقارير وزارة الصحة الحكومية في السودان، إلى أن عدد الإصابات بمرض الكوليرا في الفاشر، وصل إلى أكثر من 7 آلاف إصابة، توفي منهم نحو 400 شخص، في وقت توقفت فيه غالبية المستشفيات عن العمل، باستثناء المستشفى السعودي والجنوبي، وهما يعملان في ظروف بالغة الصعوبة، كما يقول أحد الأطباء العاملين لمراسل البي بي سي في السودان.
ولايبدو وفق مراقبين، أن الأوضاع الإنسانية ستتحسن قريبا، بالنسبة لسكان مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها، في ظل استمرار المعارك الهادفة للسيطرة على المدينة، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وفي وقت تذهب فيه كل النداءات الدولية، للسماح بدخول المساعدات إلى الفاشر أدراج الرياح.
وكان المتحدث باسم قوات الدعم السريع، محمد المديخير قد نفى من جانبه، في حديث لمراسل البي بي سي في السودان محمد عثمان، أن تكون قوات الدعم السريع، هي المتسببة في مقتل المدنيين في الفاشر، وقال المديخير إن قوات الدعم السريع"وفرت ملاذات آمنة لخروج المدنيين، حتى لا يتعرضوا للقتل، من جانب قوات الجيش والفصائل المتحالفة معه".
وأضاف المديخير أن "الآلاف توجهوا إلى منطقة (طويلة)، حيث وفرنا لهم المأوى والطعام والأدوية، ومن بقوا في المدينة هم مقاتلون وليسوا مدنيين ولسنا مستعدين لتقديم المساعدات لجنود يودون قتلنا".
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 25 آب/ أغسطس.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب