نفذ المستوطنون الإسرائيليون خلال العام الحالي عدداً قياسياً من الهجمات على المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية بشكل جزئي، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، عن بيانات الأمم المتحدة والوكالات الحكومية الإسرائيلية.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن مستوطنين إسرائيليين نفذوا في النصف الأول من عام 2025 حوالي 750 هجوماً على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
فيما يُعدّ هذا رقماً قياسياً منذ أن بدأت وكالات الأمم المتحدة بجمع هذه الإحصاءات عام 2006.
كما كشفت تقارير داخلية من الجيش الإسرائيلي أن 440 هجوماً سُجّلوا منذ بداية هذا العام. وقد ازدادت وتيرة الهجمات بشكل ملحوظ منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إلا أن تفاقم الصراع في قطاع غزة سنة 2025 أدى أيضاً إلى تصعيد الوضع في الضفة الغربية.
ونادراً ما يُقاضي الجيش الإسرائيلي، الذي يسيطر جزئياً على الضفة الغربية، المستوطنين الإسرائيليين، حسب "نيويورك تايمز".
كذلك أوردت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي، الذي وسّع نطاق وجوده في الضفة الغربية بعد 7 أكتوبر، فشل في منع هجمات المستوطنين الإسرائيليين، ويتجاهل الهجمات على الفلسطينيين.
وبوقت سابق الخميس، كرر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، موقفه من وجوب توسيع المستوطنات الإسرائيلية.
وقال سموتريتش في تصريحات، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعم توسيع الاستيطان وفرض السيادة على الضفة الغربية.
كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية تدعم الخطوات الإسرائيلية في الضفة بشكل كامل.
إلى ذلك، اعتبر أن على إسرائيل "أن تعيد الاستيطان في غزة"، مشدداً على أن القوات الإسرائيلية لن تخرج من المناطق التي احتلتها في القطاع.
وجدد القول إن "دعم إقامة دولة فلسطينية انتحار لإسرائيل"، وفق تعبيره.
أتت تلك التصريحات بعدما أعلن سموتريتش عن إقرار بناء 3401 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة E1 الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم.
في المقابل، أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن "مشاريع الاستيطان الجديدة التي أعلن عنها في المنطقة E1، واستمرار حرب الإبادة في غزة، وتصاعد إرهاب المستوطنين لن يحقق سوى المزيد من التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار"، حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
كما أضاف أبو ردينة أن "القانون الدولي، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2334، أكد أن الاستيطان في الضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة جميعه غير شرعي".
يذكر أنه منذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، تصاعدت اعتداءات المستوطنين المسلحين بأغلبهم على المدنيين الفلسطينيين العزل.
ونفذت القوات الإسرائيلية اقتحامات لأغلب مخيمات اللاجئين في الضفة، بحجة وجود عناصر مسلحة أو منتمين لحماس.