آخر الأخبار

هل تمثل الهجمات الإسرائيلية نهاية لمفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟

شارك
مصدر الصورة

حتى كتابة هذه السطور، تفيد أرقام وزارة الصحة في غزة، بأن حصيلة الهجمات الإسرائيلية على القطاع، والتي بدأت القوات الإسرائيلية تنفيذها منذ فجر الثلاثاء 17 آذار/مارس، وصلت إلى 413 قتيلا، و500 جريح، فيما يمثل أكبر خرق، لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، في كانون الثاني/ يناير الماضي..

وقال محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، إن من بين الضحايا 130 طفلا، وعدد كبير من النساء، في وقت أشارت فيه تقارير، إلى أن عمليات القصف الجوي الإسرائيلي، استهدفت مناطق سكنية ومراكز إيواء، في مختلف أنحاء غزة في وقت تناول وجبة السحور، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الضحايا المدنيين.

وتمثل الضربات الاسرائيلية، انتكاسة كبرى للهدنة، التي بدأت 19 كانون الثاني/يناير، بعد 15 شهرا من اندلاع الحرب، عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتأتي الضربات التي أثارت مواقف دولية منددة، في ظل تعثّر النقاش بشأن المراحل التالية من الهدنة وتباين للمواقف بين الطرفين.

المبررات الإسرائيلية

نقل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن رئيس الوزراء، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، قولهما إن استئناف الحرب، يأتي عقب رفض حركة حماس، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ورفضها العروض، التي تلقتها من مبعوث رئيس الولايات المتحدة، ستيف ويتكوف، ومن الوسطاء.

وفي آخر تصريحاته الثلاثاء 18 آذار/مارس، قال يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي، إن إسرائيل ستواصل القتال في غزة "طالما لم تتم إعادة الرهائن»، وأضاف : "لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم، ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب". في وقت أشارت فيه وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن إسرائيل وضمن مبرراتها المهمة لاستئناف الحرب تريد القضاء على حركة حماس.

وخُطف خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 251 شخصا، بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.

وضمن المبررات التي ساقها الجانب الإسرائيلي، لاستئناف حربه في قطاع غزة، كان لافتا الحديث الإسرائيلي، عن أن المقاومة الفلسطينية، كانت تستعد لشن هجوم على القوات الإسرائيلية، وهو ما نفته حركة حماس بشدة مشيرة إلى أن " الادعاءات التي أطلقها الاحتلال بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قواته لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد ذرائع واهية لتبرير عودته للحرب وتصعيد عدوانه الدموي".

واضافت حماس في بيانها :" يحاول الاحتلال تضليل الرأي العام وخلق مبررات زائفة لتغطية قراره المسبق باستئناف الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، غير مكترث بأي التزامات تعهد بها".

ذكريات أليمة

أعادت الغارات الإسرائيلية غير المسبوقة، من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، لسكان القطاع ذكريات الأيام الأولى الأليمة من الحرب، التي ألحقت به دمارا هائلا، وأزمة انسانية كارثية طالت سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون.

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن الجيش الاسرائيلي استهدف بالغارات الجوية، والقصف المدفعي "خيام ومراكز إيواء النازحين، ومنازل على سكّانها المدنيين، واستهدف نقاطا للشرطة والحكومة وطرقات".

من جانبه قال، مسؤول إسرائيلي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّ الهجمات الإسرائيلية، استهدفت قيادة حماس وبنيتها التحتية، وأضاف طالبا عدم نشر اسمه، أنّ الجيش "شنّ سلسلة ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين من رتب متوسطة، ومسؤولين قياديين، وبنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية"، مؤكدا أن العملية "ستستمر ما لزم الأمر، وستتوسّع لأكثر من ضربات جوية".

انسداد المفاوضات

يأتي التصعيد الإسرائيلي الأخير، في ظل انسداد في المفاوضات، الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار، بين حماس وإسرائيل، وكانت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي استمرت ستة أسابيع، قد شهدت الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.

وفي حين أعلنت إسرائيل، تأييدها مقترحا أميركيا، لتمديد الهدنة حتى منتصف نيسان/أبريل القادم، شددت حماس على ضرورة بدء التفاوض، بشأن المرحلة الثانية، التي من المفترض أن تضع حدا نهائيا للحرب وانسحاب الجيش من كامل القطاع.

ويروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، واليمين المتطرف في إسرائيل، إلى نظرية جديدة تفيد بالتفاوض، في ظل استمرار الحرب ويعتبرون أنها كفيلة، بأن تجبر حماس على القبول بالصفقة التي تريدها إسرائيل، وبالإفراج عن الرهائن.

غير أن النظرية التي يروج لها نتانياهو وفريقه، لا تجد لها صدى لدى عائلات الرهائن الإسرائيليين، المحتجزين لدى حماس، والتي أبدت غضبا شديدا، تجاه قرار استئناف العمليات العسكرية في غزة، واعتبرت أن الخطوة ستكلف حياة 59 أسيرًا، لايزالون محتجزين هناك.

ووصفت عائلات الأسرى، القول بأن استئناف القتال يهدف إلى استعادة الأسرى، بأنه "تضليل كامل"، مشددين على أن الضغط العسكري، يعرض المحتجزين والجنود للخطر، مطالبين بالعودة الفورية إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ الأرواح.

وكان تقرير لقناة "كان" الإسرائيلية، قد نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن الضغوط العسكرية السابقة، لم تدفع حماس إلى تقديم تنازلات، وبالتالي فإن الغارات الجديدة، لن تحقق نتائج مختلفة، ما يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي من استمرار القتال.


* كيف ترون مبررات نتانياهو وفريقه لإستئناف الحرب في غزة؟
* هل تمثل الهجمات الإسرائيلية نهاية لمفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
* هل يعرض استئناف إسرائيل لحربها في غزة أرواح رهائنها للخطر؟
* كيف ترون ما يقوله إسرائيليون من أن استخدام نتانياهو للقوة فقط لن يأتي نتيجة هذه المرة لأنه لم يفلح سابقا؟
* وكيف ترون أبعاد الدور الأمريكي في ظل قول البيت الأبيض إن إسرائيل تشاورت معه بشأن تلك الضربات؟
* هل مازالت هناك فرصة لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية من خلال الوسطاء؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 19 آذار/ مارس.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا