في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لا شك في أن المواجهة التاريخية التي حدثت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الجمعة في البيت الأبيض، قد رسّخت الموقف الأميركي المعاكس للعواصم الأوروبية التي ترغب بأن تكون خطوات ضمان الأمن في أوكرانيا، جزءا من المباحثات للتوصل إلى تسوية للحرب.
فقد فجّرت تلك المواجهة غضبا أوروبيا عارماً، وانهالت بعدها الانتقادات.
إذ علّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد اتصال مع زيلينسكي، بأن روسيا هي المعتدية وإن الأوكرانيين هم الشعب المعتدى عليه.
وأضاف للصحافيين في البرتغال: "علينا... احترام من يقاتلون منذ البداية".
كما شدد على أن بلاده كانت على حق عندما دعمنا أوكرانيا، مؤكدا أنها ستستمر في ذلك.
ثم قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن الوقت حان الآن بالنسبة للأوروبيين للتحرك.
وأضاف "هناك معتد. إنه الرئيس الروسي بوتين.. الشعب الأوكراني يتعرض للعدوان. وفي مواجهة هذا، ومن أجل أمننا الجماعي، هناك ضرورة واحدة.. إنها أوروبا الآن. انتهى وقت الكلام وحان وقت الفعل".
أيضا أكد وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، على أن أوكرانيا ليست وحدها.
كذلك شدد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الجمعة أن الرئيس الأوكراني ومواطنيه "ليسوا لوحدهم".
جاء هذا في رسالة نشرها بعد المواجهة الكلامية الحادة غير المسبوقة بين الزعيمين الأميركي والأوكراني.
وكتب توسك عبر منصة اكس بعد دقائق على مغادرة الرئيس الأوكراني البيت الأبيض: "عزيزي زيلينسكي، أصدقائي الأوكرانيين الأعزاء، لستم لوحدكم".
بدوره، نشر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث رسالة على منصة إكس الجمعة، قال فيها إن إسبانيا تقف إلى جانب أوكرانيا.
وأعلن رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره، وقوف بلاده إلى جانب أوكرانيا، وهو ما أكده رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا الذي قال إن أوكرانيا لن تسير وحدها أبدا.
بينما أعلنت هولندا استمرارها بدعم أوكرانيا لأطول فترة ومهما كلف الأمر.
إلى جانب ذلك، تعهدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الجمعة الوقوف إلى جانب كييف، مشككة بزعامة الولايات المتحدة للعالم الغربي.
وكتبت كالاس على وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب المواجهة في المكتب البيضوي "اليوم، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. الأمر يعود لنا كأوروبيين لقبول هذا التحدي"، مضيفة "أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فعبرت عن دعمها للرئيس الأوكراني زيلينسكي، حيث كتبت على موقع التواصل إكس "كن شجاعا وقويا ولا تخف. لن تكون وحدك أبدا. عزيزي الرئيس زيلينسكي سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم".
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني اليوم الجمعة إن إيطاليا ستقترح على شركائها عقد قمة على الفور تضم الولايات المتحدة والدول الأوروبية والحلفاء لمناقشة كيفية "التعامل مع التحديات الكبرى اليوم، بدءا بأوكرانيا".
وقالت ميلوني في بيان، بعد المشادة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب "كل انقسام في الغرب يجعلنا جميعا أضعف ويصب في مصلحة أولئك الذين يرغبون في رؤية تراجع حضارتنا".
جاء التعليقات الأوروبية بعدما تحوّل اللقاء الذي استمر لـ50 دقيقة، بين الزعيمين إلى تلاسن حاد ومشّادة كلامية أمام الصحافيين وعدسات الكاميرات. إذ أخبر ترامب زيلينسكي أن تصريحاته تفتقر بشدة إلى الاحترام، متهماً إياه بأنه وضع نفسه في مأزق، وأنه لا يملك أي أوراق مساومة، قائلاً له "عليك أن تبدي الشكر".
وقال ترامب موجهاً كلامه بغضب لزيلينسكي: "أنت تقامر باندلاع حرب عالمية ثالثة"، وتابع "لا تخبرنا بما يجب أن نفعله... أنت ضعيف بلا الولايات المتحدة".
ثم تدخل نائب ترامب جي دي فانس في الحديث موجهاً كلامه لزيلينسكي "أنتم تزجون بالكثير من الجنود إلى الحرب"، وقال "الأفعال أهم من الأقوال".
كذلك أكد الرئيس الأميركي أن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا "قريب نسبيا"، وذلك خلال استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، في البيت الأبيض.
بالمقابل، قال الرئيس الأوكراني لترامب إنه لا ينبغي أن تكون هناك "تسويات" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بينما يتفاوض الطرفان لإنهاء الحرب بعد غزو موسكو.
وأضاف زيلينسكي، الذي عرض على ترامب صورا لفظائع الحرب في اجتماع بالبيت الأبيض، أنه لا ينبغي أن تكون هناك "تسويات مع قاتل على أراضينا".
وتابع قائلا "أعتقد أن الرئيس ترامب في صفنا".
ثم وجّه زيلنسكي كلامه لفانس قائلاً: "تحدث معي باحترام".
يشار إلى أن الرئيس الأميركي كان استقبل نظيره الأوكراني في البيت الأبيض، الجمعة، لتوقيع اتفاق حول المعادن النادرة والحديث عن إنهاء الحرب مع روسيا.
وأتى الاجتماع الذي شهد توترا كبيرا، بعد نشاط دبلوماسي متواصل منذ أسبوع حضر فيه الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني إلى البيت الأبيض لإقناع ترامب بعدم التخلي عن كييف.
وكان ترامب أغلق الباب أمام إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، العضوية التي تعتبرها موسكو خطاً أحمر لأمنها القومي.
كما ظل غامضاً بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن لبلاده أن تقدمها لأوكرانيا إذا ما أبرمت اتفاق سلام مع روسيا.
وجاء موقف الرئيس الأميركي معاكساً للعواصم الأوروبية التي ترغب بأن تكون خطوات ضمان الأمن في أوكرانيا، جزءا من المباحثات للتوصل إلى تسوية للحرب.