ساعات قليلة تفصلنا عن بدء عام جديد يأمل الجميع في أن يكون مختلفا عن عام 2024، الذي شهدت خلاله المنطقة العربية استمرارا لحروب وصراعات عدة، راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحي وخلفت دمارا كبيرا وعدم استقرار.
كان سكان قطاع غزة يأملون في انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس خلال عام 2024 لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد استمرت الحرب بين الجانبين بل واشتدت ضراوتها على مدار العام.
وفي إحصائية غير نهائية لضحايا الحرب في قطاع غزة، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد القتلى بلغ 45.227، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما وصلت الإصابات إلى 107.573، "لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم"، وفق الوزارة.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع شن حماس هجوما تسبّب في مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق إحصاء لوكالة الأنباء الفرنسية استند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وردت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة في القطاع وبنيته التحتية.
وتقول لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن أكثر من مليوني شخص لا يزالون محاصرين في غزة ضمن ظروف مأساوية، محرومين من الاحتياجات الأساسية وسط تدهور الأوضاع.
وأضافت ووتريدج: "السكان لا يستطيعون الهروب، ويبدو أن كل طريق يؤدي إلى الموت"، في إشارة إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في المنطقة.
من جانبها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية الجماعية لإنهاء معاناة الأطفال في غزة، حيث تُعد الحرب "حرباً على الأطفال"، والذين يتحملون الجانب الأكثر وطأة من "الانتهاكات الوحشية" لحقوقهم، وفق المنظمة.
ولا تزال صفقة وقف إطلاق النار المتوقعة بين إسرائيل وحماس تراوح مكانها رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة في هذا الشأن.
ومن أبرز القضايا العالقة بين الطرفين، الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وإدارة المعابر، ومستقبل الحكم في غزة بعد الاتفاق.
في اليوم التالي من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، دخل حزب الله على خط المواجهة وبدأ في قصف القواعد العسكرية الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان.
واستمرت المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله خلال عام 2024.
وبرر حزب الله تدخله في الحرب بأنه يمثل جبهة إسناد لقطاع غزة وأنه غير معني بحرب واسعة مع إسرائيل، وربط الحزب توقفه عن قصف الشمال الإسرائيلي بوقف إطلاق النار في غزة.
وأدى قصف حزب الله لشمال إسرائيل إلى إجلاء أكثر من 60 ألف من سكان الجليل إلى الداخل الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى خسائر اقتصادية فادحة لإسرائيل.
وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024 أعلنت إسرائيل بدء عملية عسكرية برية تستهدف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان بإسناد جوي ومدفعي.
وجاء الإعلان بعد أسبوعين من تصعيد إسرائيلي تمثل في تفجير أجهزة اتصالات الحزب وشن غارات جوية في العاصمة بيروت، وخاصة في ضاحيتها الجنوبية وفي جنوب لبنان وأجزاء من وادي البقاع.
وأدت تلك الهجمات إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من قيادييه، كما قتل وأصيب فيها عدد كبير من المدنيين.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الشهر الماضي مقتل 3768 شخصا وجرح 15 ألفا و699 آخرين منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفقا لتقرير صدر عن البنك الدولي بلغت تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان حوالي 2.8 مليار دولار، مع تدمير أكثر من 99 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي.
وكشف تقرير البنك الدولي أن القطاع الزراعي تكبّد خسائر قدرت بـ124 مليون دولار في الأضرار المباشرة، وأكثر من 1.1 مليار دولار بسبب فوات الحصاد نتيجة تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية، إضافة إلى نزوح المزارعين.
ووفقا للإعلام الإسرائيلي أسفرت صواريخ حزب الله عن مقتل 45 إسرائيليا و73 عسكريا في الجبهة الشمالية والجولان السوري المحتل، إلى جانب تدمير 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية.
وقدرت الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل بما لا يقل عن مليار شيكل (273 مليون دولار)، مع تسجيل خسائر كبيرة في المنازل والمزارع والمشاريع.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 دخل حيز التنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي.
وتم الاتفاق بوساطة أمريكية قدمت فيها الولايات المتحدة مقترحا ينص على إنهاء الأعمال القتالية التي استمرت لأكثر من عام.
خلال عام 2024 استمرت المواجهات بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023 وُجّهت اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم حرب، منها استهداف المدنيين، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب.
وقد أجبر النزاع نحو 11.3 مليون شخص على النزوح، بينهم قرابة 3 ملايين فروا إلى خارج السودان، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي وصفت الوضع الإنساني بأنه "كارثة".
كما يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينما أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم بإقليم دارفور.
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة العنف، حيث أبلغت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، أن كلا الطرفين يعتقد أن بإمكانه حسم الصراع عسكرياً.
في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وحكم بشار الأسد سوريا لمدة 24 عاما منذ 17 يوليو/ تموز 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد (1971-2000)، وغادر البلاد هو وعائلته خفية إلى حليفته روسيا، التي أعلنت منحهم حق اللجوء لما اعتبرتها "أسباب إنسانية".
وفي اليوم التالي لخلعه، أعلن قائد الإدارة الجديدة لسوريا أحمد الشرع، تكليف محمد البشير رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
ويحدو السوريون الأمل في مستقبل أفضل لبلدهم وتحسن الأوضاع المعيشية بعد سنوات من الحرب الأهلية.
ويشهد الاقتصاد السوري أزمة غير مسبوقة، تشمل ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وضعف الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة، ما يشكل عائقا كبيرا أمام عودة اللاجئين، كما أن الحرب دمرت بنية تحتية واسعة قد يستغرق إصلاحها وقتا طويلا ويحتاج إلى تمويل كبير.
فقد دمرت سنوات الصراع اقتصاد سوريا وبنيتها التحتية، ما جعل 90% من السكان يعتمدون على أحد أشكال المساعدات الإنساني.
برأيكم
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 30 ديسمبر/ كانون الأول
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab