افتتحت وزارة الصحة العامة، أمس الأحد، مؤتمر الأسبوع القطري الحادي عشر لسلامة المرضى، الذي تنظمه تحت شعار "رعاية متميزة 360.. تعزيز السلامة من خلال التغيير المنهجي".
ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر 3 أيام، أكثر من 3 آلاف من المختصين من وزارة الصحة العامة ومؤسسات القطاع الصحي والأكاديميين والشركاء ذوي الصلة، ويتحدث في المؤتمر نخبة من الخبراء المحليين والدوليين.
وأكد الدكتور غانم علي المناعي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنظيم الرعاية الصحية في وزارة الصحة العامة، أن المؤتمر يجسد الالتزام المشترك بتعزيز مفهوم الجودة والسلامة في النظام الصحي بأكمله، وبما يخدم تحقيق الإستراتيجيات الصحية الهادفة إلى تحسين صحة ورفاهية مجتمعنا، والتميز في تقديم الخدمات وتجارب المرضى.
وقال في الكلمة الافتتاحية إن مشاركة مجموعة متميزة من الخبراء والمختصين في هذا المؤتمر يؤكد على مسؤولية الوزارة المشتركة وحرصها الكامل على توفير أعلى مستويات السلامة والجودة من خلال التعاون والشراكة الفاعلة من الجميع، من مسؤولين وصانعي سياسات وعاملين في قطاع الرعاية الصحية إضافة إلى الدور المهم للمرضى وعائلاتهم.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تعمل من خلال نهجها الإستراتيجي "الصحة في جميع السياسات"، لضمان تضافر الجهود في جميع القطاعات للتحسين المستمر لصحة المجتمع.
كما أوضح أن شعار الأسبوع القطري لسلامة المرضى هذا العام (رعاية متميزة 360 درجة: تعزيز السلامة من خلال التغيير المنهجي) يؤكد حرص وزارة الصحة العامة وشركائها على تبني النهج الشمولي في تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، مع التركيز على الابتكار، وتوظيف أحدث وأفضل التقنيات في الرعاية الصحية، من أجل ضمان صحة أفضل للجميع.
وبيّن أن الزخم الكبير، الذي يحظى به الأسبوع القطري لسلامة المرضى منذ إطلاقه في عام 2014، يؤكد التزام جميع الشركاء ضمن هذه المبادرة الملهمة لتحقيق التميز في تقديم رعاية صحية آمنة وعالية الجودة.
وأكد وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنظيم الرعاية الصحية في وزارة الصحة العامة حرص الوزارة على إعداد وتنفيذ السياسات الوطنية والإستراتيجيات الخاصة بجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، ويشمل ذلك السلامة الدوائية، والإبلاغ عن الأخطاء الطبية، والوقاية من العدوى ومكافحتها، وفق أفضل الممارسات الدولية، مشيرا إلى أن الوزارة تقود الخطة الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعمل على تعزيز الوعي وبناء القدرات من خلال البرامج التدريبية والفعاليات الوطنية، بما يسهم في تعزيز جودة وسلامة الخدمات الصحية لجميع أفراد المجتمع.
من جهته، قال البروفسور جيسون ليتش زميل أول بمعهد تحسين الرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأميركية إن "النظام الصحي في دولة قطر يعد من الأنظمة الرائدة عالميا في جهوده لتوفير رعاية آمنة وفعالة للسكان"، مشيرا إلى أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه من التجربة القطرية المنفتحة دائما على الخبرات الدولية للاستفادة منها.
وأشار إلى أهمية العمل على 4 تحولات رئيسية لبناء أنظمة صحية قادرة على التكيف مع المتغيرات الراهنة تتمثل في التحول الرقمي، وصحة المجتمع، وتعليم الكوادر الصحية، وتعزيز التعاطف في تقديم الرعاية، مستعرضا نماذج من أسكتلندا وعدد من دول أخرى.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز ونشر ثقافة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى على المستوى الوطني، وذلك من خلال تحفيز الحوار بين القيادات وصناع القرار في المجال الصحي لتطوير السياسات والتشريعات المعززة للسلامة، ورفع الوعي بأهمية جودة الرعاية وسلامة المرضى، وتعزيز التواصل بين المرضى ومقدمي الرعاية وصناع القرار، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع خبراء محليين وإقليميين ودوليين.
كما يهدف المؤتمر إلى مناقشة التحديات الحالية واقتراح حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق، وتعزيز المشاركة المجتمعية والتمكين الصحي للمرضى، ونشر ثقافة التعلم من الأخطاء والحوادث، ودعم وتشجيع الأبحاث العلمية في هذا المجال.
ويستعرض المؤتمر من خلال ورش العمل والجلسات المتخصصة العديد من المحاور المهمة، من أبرزها إستراتيجيات التطوير المنهجي لأنظمة الجودة والسلامة، والقيادة والحوكمة في الجودة وسلامة المرضى، والشراكة مع المرضى ومقدمي الرعاية، والحلول الرقمية والابتكار في تحسين الجودة، والتعلم من الحوادث والتحسين المستمر، وذلك بمشاركة متحدثين محليين وإقليمين ودوليين، ومشاركات متميزة من المرضى.
وقد تم تخصيص جزء من المؤتمر لبحث أهمية سلامة وجودة الرعاية الصحية بالبيئات الهشة والمتأثرة بالنزاعات والمعرضة للخطر، حيث يأتي ذلك في إطار التزام دولة قطر بالقضايا الصحية العالمية، خصوصا أن إقليم شرق المتوسط يضم دولا تعاني من مثل هذه الأوضاع.
ويعد الأسبوع القطري لسلامة المرضى فعالية سنوية على المستوى الوطني دشنتها وزارة الصحة العامة، بهدف نشر مفهوم جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى بين العاملين في مؤسسات الرعاية الصحية بمختلف فئاتهم ومستخدميها، وتعزيز التعاون المستدام بين الوزارة ومقدمي الرعاية الصحية والمرضى لضمان رعاية صحية أكثر أمانا في دولة قطر.