أظهرت التجارب المخبرية الأولية مؤشرات مشجعة، إذ بيّنت أن الجمع بين العلاجين الخلويين قد يرفع من فاعلية الاستجابة المناعية ضد الورم الأرومي العصبي، ويمنح بذلك الأطفال المصابين بارقة أمل جديدة بإمكانية الوصول إلى علاج أكثر فعالية واستدامة.
الورم الأرومي العصبي هو سرطان ينشأ من خلايا الجهاز العصبي، حين تفشل بعض الخلايا في النمو الطبيعي وتبقى عالقة في مرحلة مبكرة، لتتحول إلى خلايا سرطانية تُسمى "الأرومات العصبية".
تبدأ هذه الخلايا بالتكاثر مكوّنة ورمًا قد يبقى في موضع واحد أو ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وغالبًا ما يُصيب الأطفال دون سن الخامسة، ويُعتبر أكثر الأورام الصلبة شيوعًا خارج الدماغ في هذه الفئة العمرية.
غالبًا ما يظهر في البطن، خصوصًا في الغدة الكظرية أو الخلايا العصبية المجاورة، لكنه قد يتكوّن أيضًا في الرقبة أو الصدر أو الحوض. وتختلف الأعراض بحسب موقع الورم، وقد تشمل كتلة أو تورمًا في الرقبة أو البطن أو الصدر، آلامًا في المعدة، فقدان الشهية ، الإمساك، التعب، أو ضعفًا في الساقين.
وقد يرافقه أيضًا تورم في العينين أو هالات داكنة، تغيّر في حركة العينين، إسهال، ارتفاع ضغط الدم، صداع، حمى، كدمات، صعوبة في التنفس أو متلازمة هورنر.
لمواجهة هذا السرطان الذي يستقر غالبًا في بطن الطفل، لجأ الباحثون إلى خلايا CAR-T، وهي خلايا مناعية قاتلة تُستخرج من المريض وتُعدّل جينيًا لتصبح أكثر فاعلية قبل إعادتها إلى الجسم. الجديد في التجارب هو الجمع بين هذه الخلايا وخلايا بلعمية (ماكروفاج) معدّلة وراثيًا، قادرة على التعرّف إلى الخلايا الورمية والتغلغل بعمق في الأنسجة والبقاء لفترات أطول فيها.
وقد أوضحت أخصائية أورام الأطفال كلوديا باسكواليني: "سنأخذ الخلية البلعمية، نُعدّلها لتتعرف إلى الخلية الورمية، ثم نحقنها مع خلايا CAR-T. الفكرة أن هذه البلعميات تغيّر بيئة الورم بحيث تتمكن خلايا CAR-T فور وصولها من أداء عملها وقتل الخلايا السرطانية".
وقد جرى اختبار هذا المزيج الخلوي على الفئران وأظهر نتائج مشجعة، ليعزز الآمال في إيجاد علاج فعّال ضد الورم الأرومي العصبي، الذي يبقى حتى اليوم تحديًا قاسيًا للأطفال وأسرهم.