حالة الرجل، الذي لم يُكشف عن اسمه، والذي كان مصابًا بفيروس نقص المناعة البشري الإيدز، تظهر كيف أن ضعف المناعة قد يسمح لفيروس كورونا بالبقاء والتحور والتكيف بطرق نادرة الحدوث لدى الأشخاص الأصحاء.
أفاد خبراء مختصون في جامعة بوسطن أن الرجل البالغ من العمر 41 عامًا أصيب بالمرض مع ظهور أعراض مثل السعال والصداع والإرهاق في منتصف مايو/ أيار 2020، بعد وقت قصير من مخالطته لحالة إصابة مؤكدة مختبريًا بفيروس كوفيد-19.
ومع ذلك، لم يتم تشخيص إصابته بكوفيد-19 رسميًا إلا في سبتمبر/ أيلول 2020 عندما تدهورت صحته ونُقل على وجه السرعة إلى المستشفى.
قبل ذلك، أكد التشخيص إصابة إصابة الرجل بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز عام 2002، ولم يكن يتناول العلاج المضاد للفيروسات القهقرية الموصوف له بانتظام، وهو العلاج الذي يساعد على تثبيط نشاط فيروس نقص المناعة البشرية والحفاظ على وظيفة المناعة. وفي غياب هذا الدواء، أُصيب جهازه المناعي بضعف شديد، عاجزًا عن بناء دفاع قوي بما يكفي للقضاء على فيروس كورونا.
على مدى أشهر عديدة، التقط الفيروس داخله طفرةً واسعة، بما في ذلك طفرات تُشبه تلك التي عُثر عليها لاحقًا في متحورات رئيسية، مثل أوميكرون . وبينما خلقت هذه التغيرات الفيروسية مزيجًا فريدًا من السلالات داخل جسمه، يبدو أن أيًا منها لم ينتشر خارج جسده، ربما لأنها تكيفت بدقة مع حالته المناعية.
اللافت للنظر أن اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) قد كشفت عن الفيروس باستمرار حتى اللحظة الأخيرة. قبل يومين فقط من وفاته - بسبب عوامل غير مرتبطة مباشرة بالعدوى - كانت نتائج مسحات من أنفه وحلقه لا تزال إيجابية لكوفيد-19.
عند الإبلاغ عن حالات كوفيد طويلة الأمد كهذه، عادةً ما يكون التاريخ الطبي المعقد وضعف الجهاز المناعي من العوامل الرئيسية. ومن المعروف أيضًا أن هذه الحالات الاستثنائية قد تُعزز ظهور سلالات شديدة التحور من الفيروس.
في أبريل/ نيسان 2024، أبلغ أطباء في هولندا عن إصابة رجل يبلغ من العمر 72 عامًا، يعاني من نقص المناعة، بفيروس كوفيد-19 لمدة 613 يومًا. وفي عام 2022، جاءت نتيجة فحص مريض آخر يعاني من نقص المناعة في مستشفى بلندن إيجابية لكوفيد-19 لمدة 505 أيام قبل وفاته.
في حين أن معظم حالات الإصابة بكوفيد-19 لدى الأشخاص الأصحاء تزول في غضون أيام أو أسابيع، فإن هذه الحالات الشديدة تُبرز مدى خطورة الفيروس عند مواجهة جهاز مناعي ضعيف للغاية.
كما يقول الباحثون إنها تُؤكد أهمية استمرار المراقبة على مستوى دول العالم، لأن العدوى الطويلة الأمد قد تُعزز ظهور سلالات جديدة من الفيروس، على الرغم من انتهاء الجائحة.