تغزو بعوضة النمر الآسيوي أوروبا بسرعة، حيث تضاعف انتشارها ثلاثة أضعاف، وأصبح مناخ المدن الكبرى في أوروبا الغربية مناسبا لتكاثرها. وتُعد هذه الحشرة قادرة على حمل فيروسات خطيرة.
وتشير مجلة Global Change Biology إلى أن معظم المصابين بحمى الضنك يتعافون، لكن بعض المرضى يعانون من مضاعفات خطيرة، مثل النزيف الداخلي، والانخفاض الحاد في ضغط الدم، وحتى الوفاة. ويُعد العامل الممرض هو فيروس تحمله بعوضة النمر الآسيوي، أو الزاعجة المنقطة بالأبيض (Aedes albopictus).
وكان يُعتقد حتى وقت قريب أن حمى الضنك مرض يقتصر على المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، لكن دراسة أجرتها مجموعة دولية من العلماء من جامعة مونبلييه (فرنسا)، وجامعة برشلونة، وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أظهرت أنه بسبب تغير المناخ، ينتقل موطن هذه الحشرة الحاملة بسرعة نحو شمال وعمق أوروبا.
ويذكر أن بعوضة النمر الآسيوي رُصدت لأول مرة في أوروبا عام 1979، عندما وصلت إلى ألبانيا مع شحنة مستوردة. ومنذ ذلك الحين، ترسخت في إيطاليا وإسبانيا وجنوب فرنسا، والآن تتجه نحو أوروبا الوسطى، حيث كان المناخ في السابق باردا جدا يمنع تكاثرها.
وتتكاثر بعوضة النمر الآسيوي بوضع بيضها في الماء، حيث تتطور البيوض في درجات الحرارة المناسبة بسرعة إلى يرقات، ثم إلى بعوض بالغ ماص للدم. وقد خلق الاحتباس الحراري ظروفًا ملائمة لهذه الحشرة، إذ ازداد معدل تقدمها شمالًا في فرنسا خلال العقدين الماضيين من 6 كيلومترات إلى 20 كيلومترا سنويا.
ووفا لحسابات العلماء، ستصبح مدن مثل لندن وفرانكفورت وستراسبورغ وفيينا مناسبة لتوطن هذا النوع من البعوض في السنوات القادمة. ويكمن الخطر في أن بعوضة الزاعجة البيضاء لا تحمل فقط فيروس حمى الضنك، بل قد تنقل أيضا فيروسي زيكا وتشيكونغونيا. ويعني توسعها أن على أوروبا الاستعداد لظهور أمراض كان يُعتقد سابقا أنها مقتصرة على المناطق الاستوائية.
المصدر: science.mail.ru