حذّر رئيس مجلس إدارة "فوربس" ستيف فوربس من أن السوق الصاعدة في وول ستريت "تتجه نحو المسلخ" إذا لم يُغيّر الاحتياطي الفدرالي مساره ويخفض أسعار الفائدة بشكل عاجل، معتبرا أن التمسك بمستويات الفائدة المرتفعة "يخنق روح الاستثمار ويهدد الاقتصاد الحقيقي".
ويقول فوربس إن الانتقادات تتصاعد ضد مجلس الاحتياطي الفدرالي بقيادة جيروم باول ، حيث يتهمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعه عدد من الخبراء، من بينهم المحافظ الجديد ستيفن ميران، بإبقاء الفائدة "مرتفعة بلا مبرر".
وفي مقابلة مع نيويورك تايمز، دعا ميران إلى خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للفدرالي، محذرا من أن "الخطر الحقيقي الآن هو الركود لا التضخم".
لكن باول -وفق ما نقلته فوربس- رفض أي وعود بخفض قريب، مشيرا إلى أن "الاقتصاد ما زال غامض الاتجاه ويصعب الحكم عليه".
ويرى ستيف فوربس أن ترامب وميران "على حق" في القول إن تكلفة الاقتراض في أميركا مرتفعة بشكل مصطنع، موضحا أن الفائدة الأميركية "أعلى من نظيرتها في اليابان والاتحاد الأوروبي ومماثلة لبريطانيا، رغم أن أساسيات اقتصادنا أقوى بكثير".
ويضيف أن هذا الوضع "يخنق الإقراض للمشروعات الصغيرة ويقيد رأس المال العامل"، مشيرا إلى أن اللاتينيين هم الفئة الأكثر تأسيسا للأعمال في أميركا، لكنهم "يعانون من صعوبة في الحصول على التمويل المصرفي اللازم".
في المقابل، يعترف فوربس بأن خصوم ترامب لديهم نقطة وجيهة، إذ إن "نيران التضخم النقدي لم تُطفأ بعد"، ويحذر من أن "الأسوأ قادم إذا لم تتخذ إجراءات تصحيحية حقيقية".
ويلفت فوربس إلى أن الذهب يبقى المؤشر الأصدق على الخلل النقدي، مشيرا إلى أن سعر الأونصة تضاعف خلال العامين الماضيين، وهو ما "يبعث برسالة تحذير واضحة من تضخم مستقبلي محتمل".
ويقول فوربس إن خطأ الفدرالي الجوهري هو "اعتقاده أن الحل لمشكلة التضخم هو خنق الاقتصاد"، مضيفا أن "الازدهار لا يُسبب التضخم، بل طباعة المال بلا ضوابط".
ويذكّر فوربس بأن ضعف الدولار في عهد جورج بوش الابن بدعوى دعم الصادرات أدى إلى "كارثة الأعوام 2007-2009″، مؤكدا أن "العملة المستقرة هي السلاح الحقيقي ضد التضخم".
ويتساءل "لماذا لا يزال الفدرالي يؤمن بأن التلاعب بأسعار الفائدة هو الأداة المثلى لإدارة الاقتصاد؟"، مشيرا إلى أن "التاريخ يثبت العكس: ارتفاع الفائدة في السبعينيات لم يمنع التضخم، وخفضها بعد 1982 تزامن مع هبوطه الحاد".
ويضيف أن الفائدة شبه الصفرية بعد أزمة 2008 لم تخلق انتعاشا حقيقيا، بل أدت إلى "تشوه الأسواق المالية وتضخم الدين العام والخاص".
ويخلص فوربس في مقاله إلى أن الطريق لإنقاذ الأسواق يكمن في:
وحذر فوربس من أنه "دون هذه الإجراءات، فإن السوق الصاعدة متجهة إلى المسلخ لا محالة".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة